يبثّ خروج الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من البيت الأبيض بعضَ الشعور بالارتياح داخل إيران، لاسيما مع تعهد الرئيس الجديد، جو بايدن، بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وتخفيف العقوبات.
وزادت المخاوف خلال الأسابيع القليلة الماضية من إقدام الرئيس ترامب على عمل تصعيدي ضد إيران في أيامه الأخيرة، وكان تنفيذ ضربة عسكرية أحد الخيارات المطروحة أمام الرئيس الأمريكي قبل أن يعدل عنها. حسب تقارير الصحافة الأمريكية.
لكن مع رحيل ترامب وقدوم بايدن خلال أيام، هل ستكون إيران بمأمن من أي ضربة عسكرية انتقامية؟ شبكة «بي بي سي» البريطانية ترى أن الإجابة ببساطة هي لا، لن تكون إيران أو منشآتها النووية بمأمن بعد رحيل ترامب كما يعتقد قاداتها.
وأوضحت الشبكة البريطانية، في تقرير نشرته مساء الاثنين، قائلة: «في كلمة واحدة، بالتأكيد لا. إسرائيل لاتزال قلقة للغاية، ليس فقط بسبب أنشطة إيران النووية المدنية، لكن بسبب برنامجها لتطوير ترسانة من الصواريخ البالستية».
قلق إسرائيلي
ظهر هذا جليًا في تصريحات، الخميس الماضي، لوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتز، قال فيها: «من الواضح أن إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري مطروح على الطاولة. وهي بحاجة إلى مصادر واستثمار، وأنا أعمال على تحقيق ذلك».
وطالما ادعت إيران أن برنامجها النووي له أغراض مدنية سلمية، لكن أفعالها أظهرت كذب هذا الادعاء، حيث عمدت إلى زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%، في مخالفة جسيمة لالتزامات الاتفاق النووي للعام 2015.
ومع كون إيران هدفًا بعيدًا بالنسبة إلى إسرائيل، من حيث المسافة والوصول والدفاعات الجوية، فمن غير المرجَّح أن تنفذ تل أبيب عملية عسكرية دون مشاركة الولايات المتحدة.
ثلاث جبهات محتملة للهجوم
ورغم غطاء السرية التي تحيط المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن «بي بي سي» ترى أنها لاتزال هشة أمام الهجمات العسكرية من ثلاث أنواع: أولًا، الهجوم المادي. وفي هذا يقول مارك فيتزباتريك، الزميل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «المنشآت الإيرانية ليست منيعة.
وأضاف: «المنشأة في نطنز ضعيفة أمام القصف الشديد.. وتعرضها لضربتين دقيقتين كافية بإخراجها عن العمل». وعادة ما تبني إيران منشآتها النووية في عمق الجبال، وبالتالي، كما يقول خبراء، تحتاج إلى موجتين من الضربات الجوية الدقيقة لاختراق المجال الجوي الإيراني والقضاء على دفاعاتها الجوية.
وثانيًا، هناك الهجوم البشري، وهو ما حدث بالفعل، مع نجاح المخابرات الإسرائيلية «الموساد» في تشكيل شبكة استثنائية من العملاء داخل إيران.
ولعل أبرز الأمثلة هو مقتل العالم النووي البارز محسن فخري زاده، الذي مان مسافرا بصحبة حراسه الشخصيين، شرقي طهران، حينما قُتل باستخدام مفجر عن بعد.
وبين عامي 2010 و2012، جرى اغتيال أربعة من أبرز علماء إيران النووين داخل إيران، بعضهم باستخدام سيارات مفخخة.
ثالثًا، هناك الهجوم السيبراني، وهي حرب غير معلنة مستمرة بين إيران من ناحية، والولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية أخرى. وسبق ونفذت واشنطن سلسلة من الهجمات السيبرانية ألحقت أضرار جسيمة بالمنشآت الإيرانية.