محلل سياسي: الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول تغيير أدواتها في ليبيا

عقب التطورات الأخيرة على المشهد الليبي
محلل سياسي: الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول تغيير أدواتها في ليبيا
تم النشر في

قال المحلل السياسي الليبي جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم للأبحاث، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتغيير أدواتها في ليبيا، مستغلة التطورات الأخيرة في فرض رؤيتها على المشهد.

وأشار إلى أن ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة أسدت خدمة كبيرة لواشنطن التي كانت تعقد الكثير من الآمال على البعثة الأممية للبقاء في ليبيا لمدة أطول وإطالة النزاع في البلاد لكن التطورات الأخيرة دفعت واشنطن للتحرك واستغلال أوراق جديدة.

وأكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت في التخلص من «الدمى» من السياسيين وقادة الجماعات المسلحة التي فقدت أوراقها في الداخل الليبي، لتعيد خلط الأوراق وإصدار قوى جديدة قادرة على تنفيذ إرادة الولايات المتحدة في ليبيا.

واستدل المحلل السياسي على رؤيته بقوله :"محاولة اغتيال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا منذ أيام خير دليل على هذا، حيث أعلنت مساء الأحد، 21 من فبراير، وزارة الداخلية الليبية في بيان، نجاة باشاغا من محاولة اغتيال، في أثناء عودته إلى مقر إقامته بمنطقة جنزور، غربي طرابلس".

وأكد أن حادثة  الاغتيال المزعمة وإن دلت على شيء فهي تدل على أن باشاغا ومن ساعده لم يفلحوا في تضليل الرأي العام، ولم تقنع أغلبية الشارع الليبي.

وتابع أن باشاغا شخصية جدالية خلافية مرفوضة من جانب كبير من الليبيين. فإذا عمقنا أكثر في الموضوع، سنجد أن محاولة اغتياله فيلم أمريكي محضّ كغيره من أفلام هوليود، تم تنسيقه بينهم وبين باشاغا نفسه، حيث أشارت السفارة إلى أن ريتشارد نورلاند السفير الأمريكي في ليبيا تحدث مع باشاغا هاتفياً، وشدد على أن "تركيز الوزير باشاغا على إنهاء نفوذ الميليشيات المارقة يحظى بدعمنا الكامل"، ودعا إلى "إجراء تحقيق سريع لتقديم المسؤولين إلى العدالة".

تسأل: بأي حق "تؤيد" أمريكا باشاغا و"تدعمه" في القضاء على الميليشيات، وهي التي كانت بالأمس القريب تدعمهم وتسميهم "الثوار" و"أحرار" ليبيا. أما الآن، وكما فعلت سابقاً مع بن لادن والبغدادي وحركة طالبان، بعدما استخدمتهم، تحاول أمريكا إنهاء نفوذ الميليشيات وقادتهم على غرار أسامة الجويلي، صلاح بادي ومصطفى قدور وغيرهم كثير من وكلاء الأمريكان في ليبيا. فهؤلاء لم يعد الأمريكان بحاجة إليهم ومدة صلاحيتهم قد انتهت وأن الدهر قد أكل عليها وشرب.

وتابع رئيس مؤسسة سلفيوم للأبحاث، أن ما أشيع عن تفاصيل محاولة الاغتيال المزعومة، التي تعرض لها باشاغا، فيها مفارقات غامضة غير منطقية، أهمها محاولة الاغتيال رمياً بالرصاص من سيارة واحدة على رتل يتكون من 60 سيارة مصفحة لا يخترقها الرصاص.

وأشار إلى أن هذه المحاولة لن تكون الأخيرة، وستكون هناك عمليات أخرى من باشاغا، متوقعاً أن يقوم بالزج بقوات من مصراتة داخل العاصمة طرابلس لفرض أمر واقع جديد ينحرف بالمسار السياسي إن لم يضمن مكاناً به. وتمادى باشاغا في فيلمه وكذبه لكسب تعاطف أطراف يعتبرها مؤثرة في خيارات تشكيل حكومة عبدالحميد الدبيبة، وأهمها الولايات المتحدة التي تعتمد عليه كثيراً، ما جعل السفير الأمريكي أول من يتظاهر بتصديق الرواية ويعبّر عن تنديده واستنكاره لمحاولة الاغتيال المفبركة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa