حاول المئات من العراقيين، اليوم الثلاثاء، اقتحام السفارة الأمريكية بالعاصمة بغداد، عقب تشييع قتلى قصف غارة أمريكية على قواعد تابعة لحزب الله العراقي.
ووفقًا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس، أقام المشيعون جنازات القتلى في أحد أحياء بغداد، ثم توجهوا إلى المنطقة الخضراء حتى وصلوا إلى محيط السفارة الأمريكية، وحاول البعض اقتحام مقر السفارة وهم يهتفون «تسقط أمريكا».
جاء ذلك بالتزامن مع تواتر أنباء الثلاثاء، عن مغادرة السفير الأمريكي بالعراق إلى جهة غير معلومة، مع إعلان الخارجية العراقية اعتزامها استدعاءه على خلفية الغارات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت كتائب حزب الله العراقي.
وذكرت مصادر لـ«العربية»، أن السفير الأمريكي ومن تبقى من الموظفين غادروا بغداد عبر المطار الدولي.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية العراقية عزمها استدعاء السفير الأمريكي في بغداد لإبلاغه بإدانة الحكومة العراقية للقصف الذي استهدف مقرات لميليشيات حزب الله العراقي.
وكانت واشنطن اتهمت السلطات العراقية بأنها لم تبذل الجهود اللازمة من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة، وذلك غداة ضربات أمريكية على حزب الله العراقي.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن: «لقد حذّرنا الحكومة العراقية مرارًا، وتشاركنا معها المعلومات لمحاولة العمل معها للاضطلاع بمسؤوليتها عن حمايتنا بصفتنا ضيوفًا».
وذكّر المسؤول أن الجيش الأمريكي والدبلوماسيين الأمريكيين يتواجدون في العراق «بدعوة من الحكومة العراقية»، مؤكدًا أن «من مسؤوليتها وواجبها أن تحمينا، وهي لم تتّخذ الخطوات المناسبة لذلك».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على حسابه في تويتر: «تحدثت اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس في أعقاب الرد الأمريكي على الهجمات الأخيرة في العراق. أوضحت أن عملنا الدفاعي كان يهدف إلى ردع إيران وحماية أرواح الأمريكيين».
ومنذ 28 أكتوبر، سجّل 11 هجومًا على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودًا أو دبلوماسيين أمريكيين، وصولًا إلى استهداف السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيًّا في بغداد.
وأسفرت أول 10 هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أن هجوم الجمعة في كركوك مثّل نقطة تحوّل، إذ قتل فيه متعاقد أمريكي، وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أمريكيون.