
صعد تنظيم «داعش - خراسان» هجماته الانتحارية في جميع أنحاء أفغانستان منذ سيطرة «طالبان» على البلاد، ما أدى إلى إجهاد الحكومة الجديدة غير المختبرة ورفع أجراس الإنذار في البلاد والمجتمع الدولي من احتمالية عودة ظهور التنظيم، الذي يشكل تهديدًا دوليًا.
وأسفرت التنظيمات الانتحارية التي نفذتها عناصر التنظيم عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا إلى الآن، وإصابة مئات آخرين في غضون أسابيع، حسب صحيفة «نيويورك تايمز».
ووضعت الهجمات الأخيرة حركة «طالبان» في موقف محفوف بالمخاطر. ففي الوقت الذي تكافح فيه الحركة لتوفير الأمن والالتزام بالقانون والنظام، تجد «طالبان» نفسها مطالبة بالدفاع عن أنفسهم والمدنيين في المدن المزدحمة ضد الهجمات شبه اليومية بجيش تم تدريبه على حرب العصابات الريفية.
وأثار تصاعد الهجمات قلقًا متزايدًا بين المسؤولين الغربيين، حيث توقع البعض أن «داعش» التي غالبًا ما تُعتبر تهديدًا إقليميًا، قد تكتسب القدرة على ضرب أهداف دولية في غضون ستة إلى 12 شهرًا.
ورغم رفضها في البداية التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش»، تقول الصحيفة إن «طالبان» تخوض حربًا بشروطها الخاصة وبتكتيكات واستراتيجيات تبدو أكثر محلية بكثير من حملة حكومية ضد منظمة إرهابية.
ورقة مساومة
وفي الوقت الذي تسعى فيه «طالبان» للحصول على اعتراف دولي، استخدمت الجماعة عودة «داعش» كورقة مساومة للحصول على المزيد من المساعدات المالية.
واعترافًا بالتهديد المحتمل على طول حدودها المشتركة مع أفغانستان، تقدم باكستان بعض المعلومات الاستخبارية لطالبان حول تنظيم "داعش"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
ونفذ تنظيم «داعش» أكثر من 54 هجومًا، خلال الفترة بين 18 سبتمبر و28 أكتوبر، بينها تفجيرات انتحارية واغتيالات ونصب الكمائن على نقاط التفتيش فيما يعد واحدة أنشط فترات التنظيم واكثرها فتكًا في أفغانستان.
وفي مواجهة تنظيم «داعش»، تصر طالبان أن لديها ما لم تملكه الحكومة والأمريكيين وهو دعم واسع من السكان المحليين، ويرى محللون أمنيون أن «هذا المستوى من الثقة والتعاون قد يتضاءل، وسط مخاوف متزايدة من استخدام طالبان تهديد داعش كذريعة لتنفيذ أعمال عنف ترعاها الدولة دون عقاب ضد شرائح معينة من السكان مثل الأعضاء السابقين للحكومة».