زلزال تركيا وسوريا.. هل تنحّي الأزمة الإنسانية السياسة جانباً؟

جانب من الزلزال الذي ضرب تركيا
جانب من الزلزال الذي ضرب تركيا

رغم قسوة الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وسوريا، إلا أن تداعياته ترجمت مقاربة عملية في العلاقات الدولية، لعلها تسمو عن الخلافات؛ أمام المسارعة بمد يد العون إلى الدول المتضررة برغم خلاف ربما ينهيه التعاون والمساعدات الإنسانية يوما حال توافرت الإرادة السياسية.

ما أن تم الإعلان عن تداعيات زلزال تركيا حتى تسابقت معظم دول العالم في إبداء استعدادها لتقديم المساعدة حتى تلك الدول التي كانت على خلافات تقليدية مع أنقرة، اتساقا مع المبادئ الأخلاقية السائدة بين دول العالم في مواجهة مثل تلك التداعيات.

كانت مصر من أولى الدول التي عرضت تقديم المساعدة وقدم على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي أصدق التعازي في الضحايا، وأتبعت القاهرة ذلك ببيان صادر عن وزارة خارجيتها بشأن الدعم المرتقب تقديمه إلى المتضررين من الزلزال في تركيا.

يأتي موقف القاهرة بشأن المسارعة بتقديم المساعدات على الرغم من عدم الوصول إلى مستوى متكمل من العلاقات بين مصر وتركيا، اللهم إلا ذلك اللقاء الذي جمع بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أروغان على هامش فعاليات كأس العالم في قطر.

كما أعلنت السويد وفنلندا تقديم العزاء في ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وعرضتا استعدادهما لتقديم المساعدة إلى أنقرة، وذلك على الرغم من سجال سياسي طويل بين تركيا وبين هاتين الدولتين فضلا عن تبادل الانتقادات على خلفية تحفظ أنقرة على طلب السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مكالمة مع الرئيس التركي، عرض فيها اعتزام بلاده توجيه مواردها لمساعدة تركيا وسوريا، وذلك على الرغم من اندلاع الخلاف بين أنقرة وأثينا منذ مايو الماضي، كما أعلن الجانب اليوناني استعداده لإرسال طائرات تقل رجال الإنقاذ والأدوية إلى تركيا لتقديم المساعدة.

ويأتي الموقف الرسمي اليوناني بعد 21 يوما من تصريحات رئيس وزراء اليونان الذي رجح فيه احتمال نشوب صراع مسلح مع تركيا بسبب عدم حسم ترسيم الحدود بين الجانبين.

خلافات عقدتها النزاعات السياسية، بينما حملت التداعيات الكارثية للزلزال في باطنها ردود أفعال إنسانية واسعة النطاق ربما تسمو يوما عن الخلافات وترقى إلى صفحات جديدة في العلاقات بين الدول تكون إدارتها أقرب إلى السلام منها إلى خلافات طالما حكمها العناد السياسي ودفعت الشعوب ثمنها من أمنها وثرواتها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa