بعد 32 يومًا من الأزمة الأوكرانية.. مقتل الآلاف ونزوح الملايين ومخاوف من التقسيم

عناصر من القوات الروسية
عناصر من القوات الروسية
تم النشر في

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الثاني وتحديدًا يومها الـ 32 بمزيد من القتل وسفك الدماء وإطلاق الرصاص ونزوج الملايين، وتوغل من القوات الروسية في العمق الأوكراني، وسط مخاوف أوكرانية من شبح التقسيم مثلما حدث في الكوريتين قبل عقود من الزمان.

كلمات يمكن أن تلخص حالة الرضوخ للأمر الواقع من جانب رئيس أوكرانيا حيث قال في تصريحات هي الأحدث منذ بداية الصراع "نتفهم أنه لا يمكن إخراج روسيا من كل أراضينا، لأن ذلك سيطلق حربا عالمية".

اقرأ أيضاً
ألمانيا تجرم الرمز.. لماذا تستخدم القوات الروسية «Z» عند اجتياح أوكرانيا؟
عناصر من القوات الروسية

وقال إن بلاده على استعداد لبحث الحياد مع روسيا، وكذلك عدم التسلح النووي، مضيفًا أن بلاده أصبحت مدمرة أكثر من الشيشان خلال حربها مع روسيا.

كييف ترفض نزع السلاح

وأضاف أن روسيا تعاني انقسامًا داخليًا منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا دمرت كل المدن التي يتحدث سكانها بالروسية في أوكرانيا.

كما أضاف أن كييف لن تستكمل المحادثات مع موسكو إذا واصلت المطالبة بنزع سلاح أوكرانيا، وتابع "لا نناقش في المفاوضات قضية استخدام اللغة الروسية في بلادنا".

كما أعرب رئيس أوكرانيا عن استعداده لمناقشة وقوف أوكرانيا على الحياد وعدم التسلح النووي، والسعي لتبادل كامل للأسرى، مشددًا على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية من روسيا خلال المفاوضات، مضيفًا أنه من الممكن التوصل لاتفاق مع روسيا بشرط انسحاب قواتها من أوكرانيا، لافتًا إلى رفضه قوات حفظ سلام "تجعل النزاع واقعًا مجمدًا".

مفاوضات جديدة في تركيا

وتأتي تصريحات زيلينسكي في الوقت الذي أعلن فيه المفاوض الأوكراني دافيد أراخاميا، اليوم الأحد، عن جولة مفاوضات مباشرة جديدة اعتبارًا من غد الاثنين في تركيا.

كذلك، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، أن جولة تفاوض جديدة ستعقد، لكنه أشار إلى يومي الثلاثاء والأربعاء من دون أن يحدد المكان، فيما لم يعرف حتى الآن ما ستتناوله هذه المفاوضات تحديدًا.

يشار إلى أن جولة مماثلة جرت في العاشر من مارس في مدينة أنطاليا التركية بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا من دون أن تؤدي إلى تقدم ملموس.

مخاوف من شبح التقسيم

وتأتي هذه التطورات، وسط مخاوف أوكرانية من سيناريو روسي لتقسيم البلاد، حيث أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية، أن روسيا قد ترغب في ترتيب انفصال على الطريقة الكورية في أوكرانيا.

وقال رئيس المخابرات العسكرية كيريلو بودانوف على "فيسبوك": "بعد الفشل في الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية، يغيّر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين توجهه العملاني"، مركّزاً على "جنوب وشرق" البلاد.

وتابع "هناك أسباب للاعتقاد بأنه يمكن أن يفرض خطاً فاصلاً بين المناطق المحتلة وغير المحتلة في بلادنا، في محاولة لإنشاء (نموذج) كوريا الجنوبية والشمالية في أوكرانيا".

وأوضح أن الروس "سيحاولون إقامة نوع من الدولة البديلة من الدولة الأوكرانية المستقلة". وقال "نرى أنهم يحاولون إقامة حكومات محلية موازية في المناطق المحتلة، وإلزام الناس بالتخلي عن العملة الأوكرانية".

وتأتي هذه المواقف في وقت أحدثت القيادة الروسية مفاجأة، قبل أيام بإعلانها "تركيز معظم الجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس".

ويرى المراقبون أن السلطات الروسية أظهرت نيتها "نزع السلاح من أوكرانيا" ككل، وليس فقط من هذه المنطقة، حيث "الجمهوريتان" الانفصاليتان المواليتان لموسكو، فيما لم تعلق السلطات الأوكرانية رسمياً على ما فسره البعض بتقليص موسكو لطموحاتها، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال، في وقت سابق خلال زيارته بولندا، إنه "غير متأكد" من أن النوايا الروسية تغيّرت.

في سياق متصل، تجري منطقة لوغانسك الانفصالية في أوكرانيا التي اعترفت موسكو بانفصالها، استفتاءً على الانضمام إلى روسيا قريباً، بحسب ما قال زعيمها ليونيد باسيتشنيك، كذلك أعلنت وزارة الدفاع في دونيتسك اعتماد الروبل الروسي، بالإضافة إلى العملة الأوكرانية في الإقليم.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار القتال وسقوط قتلى من المدنيين في أوكرانيا، والتي تجاوزت الألف شخص حتى الآن.

حصيلة الضحايا من المدنيين

وفيما يتعلق بحصيلة الضحايا من المدنيين، أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن 1119 مدنياً لقوا حتفهم حتى الآن، وأصيب 1790 منذ أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا.

وأوضحت الأمم المتحدة في بيان شمل الفترة ما بين بدء الحرب في 24 فبراير الماضي ومنتصف ليل 26 مارس، إنه كان من بين القتلى نحو 15 فتاة و32 صبياً، بالإضافة إلى 52 طفلاً، كما أضافت أنه من المتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية للضحايا أعلى بكثير نتيجة لعدم وصول التقارير من بعض المناطق التي يدور فيها قتال، في حين أنه ما زال من الضروري التأكد من تقارير كثيرة.

وأضافت أن معظم المدنيين الذين تم تسجيلهم كانوا ضحايا أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة وأنظمة الصواريخ متعددة الفوهات والهجمات الصاروخية والجوية.

موجة نزوج جماعي

ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فر قرابة 3 ملايين و800 ألف شخص من أوكرانيا، حسب ما أعلنت الأمم المتحدة، فيما انخفض عدد عابري الحدود بشكل واضح منذ 22 مارس.

ووفقًا لحصيلة الأرقام، فإنه يعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد عن ربع عدد السكان، فروا من ديارهم، وعبر بعضهم الحدود بحثاً عن ملجأ في البلدان المجاورة، فيما وجد آخرون ملاذاً في مكان آخر داخل أوكرانيا. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 6,5 مليون نزحوا في الداخل، وفق فرانس برس.

كما أوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 3,821,049 شخصاً فروا من أوكرانيا بحلول الأحد الساعة 11.00 بتوقيت غرينتش الأحد أي بزيادة 48450 عن أرقام السبت.

ومنذ 22 مارس، انخفض عدد الفارين من المعارك وظروف الحياة الصعبة في أوكرانيا بوضوح إلى ما دون 100 ألف شخص يومياً، وحتى إلى ما دون 50 ألف في الأيام الأخيرة، ونحو 90% من الفارين هم نساء وأطفال، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن بين الفارّين أكثر من 1,5 مليون طفل.

يشار إلى أنه قبل العملية العسكرية الروسية، كان يعيش في أوكرانيا نحو 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، أي باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 والمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.

الجدير بالذكر أن العملية العسكرية الروسية انطلقت في 24 فبراير الماضي، واستدعت استنفاراً أمنياً غير مسبوق في أوروبا، فيما تضافرت كافة الدول الغربية لدعم أوكرانيا بالسلاح والمساعدات الإنسانية.

وفرض الغرب عقوبات قاسية ومؤلمة على الروس، طالت عديد من القطاعات والشركات، والمصارف، فضلاً عن رجال الأعمال والأثرياء، والسياسيين والنواب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa