استعاد العالم، اليوم الخميس 24 فبراير، ذكريات أهوال الحرب العالمية الثانية، بعدما أقدمت روسيا على غزو الأراضي الأوكرانية، ليس هذا فحسب بل إن وصول الاشتباكات إلى حدود منطقة تشيرنوبل المنكوبة، يثير الرعب الذي عاش قبل 36 عامًا أجواء أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وقالت وسائل إعلام إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الروسية والأوكرانية، بالقرب من منشأة نووية في تشيرنوبل.
وكشف السفير الأوكراني لدى لندن عن أن القوات الروسية تمكنت بالفعل من السيطرة على منطقة تشيرنوبل.
بينما صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قائلًا: «الجنود الأوكرانيون يضحّون بحياتهم لتجنّب كارثة تشيرنوبل ثانية».
وقعت الكارثة في العام 1986 محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، بسبب خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم في توليد الكهرباء؛ ما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة ومن ثم إحداث موجة انفجار كيميائية، أطلقت بدورها ما يقرب من 520 نويدة من النويدات المشعة الخطرة إلى الغلاف الجوي.
قوة الانفجار أدت إلى نتائج كارثية تعيشها المنطقة إلى اليوم، ومنها انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفييتي، ولقي 31 شخصا مصرعهم على الفور، وتعرض 600 ألف مشارك في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف، لجرعات عالية من الإشعاع.
وبحسب موقع الأمم المتحدة تعرض ما يقرب من 8,400,000 شخص في بيلاروس وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وتلوثت 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، وهي مساحة تماثل نصف إجمالي مساحة إيطاليا، فيما تعرضت مناطق زراعية تغطي ما يقرب من 52 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة دولة الدنمارك، للتلوث الإشعاعي وأعيد توطين قرابة 404 آلاف شخص، إلا أن الملايين ظلوا يعيشون في بيئة تسبب فيها استمرار بقايا التعرض الإشعاعي إلى ظهور مجموعة من الآثار الضارة.
ولم تستطع القوات الأوكرانية مجاراة نظيراتها الروسية في محيط تشيرنوبل، رغم كونها أقامت تدريبا بالمنطقة قبل 20 يومًا.
وخاض الجيش الأوكراني تدريبًا قتاليًا من منزل إلى منزل، في المنطقة الملوثة إشعاعيا، حول محطة الطاقة النووية «تشيرنوبل» السابقة، للاستعداد لغزو روسي محتمل، بحسب «الألمانية».
وقال وزير الداخلية، دينيس موناستيرسكي، مساء أمس الجمعة، إنه أول تدريب واسع النطاق من نوعه، في المنطقة المحظورة. وأظهر مقطع فيديو، أصدرته الوزارة استخدام مدافع الهاون وتقدم حراس على متن مركبات مدرعة، في مدينة بريبيات المهجورة، بعد الكارثة النووية 1986، وما زالت مهجورة.
كما مارسوا أيضا إنقاذ الجرحى ونزع فتيل الألغام، خلال التدريبات.