عادت تفاصيل حياة زعيم تنظيم «القاعدة» السابق للظهور من جديد بعد 10 سنوات تقريبا من مقتله، بعد أن كشفت الخبيرة الأمنية، نيللي لحود، بعض الأسرار عن بن لادن بعد رفع السرية عن وثائق تخصه.
وكشفت الوثائق التي تتحدث عنها لحود أن بن لادن كان يستعد لشن هجوم منسّق على ناقلات عملاقة تحمل النفط إلى الولايات المتحدة قبل مقلته بالعام 2011، آملًا بخنق ثلث إمدادات النفط الأمريكية، مما ينتج عنه انهيار اقتصادي واحتجاجات عامة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وكشفت الوثائق كيف حصل بن لادن على فكرة تفجير مبنى التجارة العالمي في الولايات المتحدة، وهي الأحداث المعروفة بأحداث 11 سبتمبر، ويبدو أنه استمد الفكرة من حادث تحطيم طائرة مصرية انطلقت من نيويورك إلى القاهرة بالعام 1999.
ووُجدت بين ملفاته ملاحظة كتبها على ورقة ممزقة من دفتر ملاحظات، بعنوان «ولادة فكرة 11 سبتمبر». وعلى ما يبدو كان بن لادن يقرأ تقريرًا إخباريًا عن الطيار الذي حطم عمدًا رحلة مصر للطيران رقم 990 من نيويورك إلى القاهرة قبالة ساحل نيو إنجلاند، ما أسفر عن مقتل 217 شخصا، في 31 أكتوبر 1999.
فوجه بعدها الكلام لمساعديه متسائلا: «لماذا لم يصطدم ببرج مالي؟»، إلى أن توصل إلى خطة لتوجيه الطائرات نحو رموز القوة الأمريكية، بينها المركز المالي في نيويورك، ومبنى وزارة الدفاع «بنتاغون»، ومبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة.
وأطلق تقرير لجنة 11 سبتمبر على خالد شيخ محمد لقب مهندس الهجمات، رغم أن ذكره لم يرد في ملاحظات بن لادن.
ورغم الاعتقاد بأن زعيم «طالبان»، المُلا عمر، لم يكن يعلم بأحداث 11 سبتمبر مقدما، إلا أن الملاحظات المكتوبة توضح أنه تم التشاور مع الجماعات الإرهابية الأخرى، بما في ذلك «طالبان»، وسط شكوك من أن اغتيال «القاعدة» لأحمد شاه مسعود، وهو أحد أعداء طالبان، عشية الحادي عشر من سبتمبر لم يكن مصادفة، وإنما مقابل موافقة الملا عمر على الهجوم.
وفي سياق آخر، كشفت الملاحظات كيف توصلت المخابرات الأمريكية إلى مكان تواجد بن لادن في باكستان، وذكرت أن فريقا من القوات البحرية الأمريكية اكتشف في الساعات الأولى من صباح يوم الثاني من مايو 2011 مكان أسامة بن لادن زعيم «القاعدة»، فنفّذ غارة على مجمع محلي في بلدة أبوت آباد الباكستانية.
وأوضح أنه مع اقتراب الموعد النهائي للعملية الذي وضع بـ 30 دقيقة، طلب الفريق مزيدا من الوقت على الأرض بعدما وجدوا طنا كاملا من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية في الطابق الثاني.
فمنحوا الإذن، وخلال الـ 18 دقيقة استعادوا أكثر من 470 ألف ملف، بما في ذلك ما يقرب من 6 آلاف صفحة عربية من البيانات الداخلية لتنظيم «القاعدة» التي لم تكن مخصصة للظهور إلى العلن.
يُشار إلى أن القوات الخاصة الأمريكية عندما هاجمت مجمع أبوت آباد اكتشفوا اثنتين من زوجات بن لادن والعديد من الأطفال والأحفاد.
وعن الحياة داخل المخبأ في باكستان، كشفت الأوراف أن بن لادن وعائلته وزوجاته كانوا يحتفظون بماعز ودجاج وبقرة، ويعتمدون بشكل رئيسي على حراس الأمن المؤيدين لهم من الباكستانيين المحليين من أجل شراء احتياجات أساسية أخرى.
وكتب بن لادن في إحدى ملاحظاته: «نخبز خبزنا بأنفسنا، ونشتري الحبوب بكميات كبيرة. يتكون التسوق المنتظم لدينا من الفاكهة والخضراوات». كما تم الاحتفاظ بالأدوية الأساسية في المنزل، ولم تتم استشارة الأطباء إلا في حالات الطوارئ.
كما لعبت اثنتان من بنات بن لادن، وهنّ سمية ومريم، دورا رئيسيا في مساعدة والدهما بتصريحاته العامة.
ومن غير المعروف إلى أين ذهب بن لادن بعد فراره من كهوف تورا بورا في أفغانستان أواخر العام 2001، ويشتبه بأنه توجه إلى شمال وزيرستان أو في المناطق القبلية الخارجة عن القانون في باكستان، وبعد ذلك في أبوت آباد حتى قُتل بالعام 2011.