يشهد العراق ارتفاعًا غير مسبوق في إصابات حمى القرم -الكونغو النزفية، التي فاقت في انتشارها وباء كوفيد-19. ومنذ يناير، سجلت البلاد 111 إصابة بين البشر بالمرض، بينها 19 وفاة، وفق منظمة الصحة العالمية.
يقول مدير شعبة السيطرة على الأمراض داخل دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية، حيدر حنتوش، إن الحالات في السنوات السابقة كانت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنويا.
وسجلت هذه المحافظة نصف الإصابات الإجمالية بالحمى النزفية في العراق، إذ تنتشر في هذه المنطقة تربية المواشي، وهي الحيوانات الوسيطة في نقل حمى القرم - الكونغو إلى الإنسان.
في قرية البو جاري في ذي قار، يقوم فريق من دائرة الصحة بتعقيم منزل أصيبت فيه امرأة بالمرض، ووضع أفراد الفريق الذين لبسوا رداء أبيض، أقنعة ونظارات للحماية، وتحت سقف من الصفيح، قاموا برش بقرة وصغيريها بالمعقم لقتل الحشرات الناقلة للفيروس.
ويتوجه الفريق بعد ذلك لتعقيم أحواض حديدية وضعت في الحظيرة، ثم التراب والحصى في الحديقة المحيطة بها، وبعدما ينهي الفريق مهمة التعقيم، يحمل أحد أفراده حاوية بلاستيكية في داخلها حشرات بنية صغيرة أزيلت من الحيوانات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحدث انتقال حمى القرم- الكونغو إلى الإنسان "إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة".
وفي عام 2021، سجلت محافظة ذي قار 16 إصابة بينها 7 وفيات، في حين تسجل المحافظة هذا العام 43 إصابة بينها 8 وفيات، وأكثر المصابين من مربي المواشي والقصابين، وفق السلطات.
من جهته، يقول الطبيب المختص بأمراض الدم السريرية في دائرة صحة ذي قار، أزهر الأسدي، لـ"العربية.نت" إن الإصابات ازدادت بسبب "قلة توعية الناس حول طرق انتقال هذا المرض وعدم أخذ الأمر بجدية، لا سيما بشأن الإرشادات التي يقدّمها الأطباء".
وأشار إلى أن "انتشار الحيوانات المشرّدة أيضا موضوع خطير"، موصيًا القصابين "بذبح الحيوانات" في أماكنها الخاصة وتنظيفها، مشيرا إلى أن غالبية المرضى هم في "مرحلة الشباب، معدّل الأعمار نحو 33 عاما.
وعن أعراض الإصابة، ففي الحالات الأكثر تقدما للمرض، يعاني المريض من النزف من الفم والأنف وتحت الجلد وفي الجهاز الهضمي والجهاز البولي، كما يوضح الطبيب.
