وجّه نائب أمير الكويت، ولي العھد نواف الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، كلمة إلى أبناء الأمة بدأها بتلاوة الآية الكريمة: «واتقوا فتنة لا تصیبن الذین ظلموا منكم خاصة»، داعيًا الله أن یُعجّل بشفاء أمير البلاد، وأن یمنّ علیه باكتمال الصحة والعافیة لیعود لأرض الوطن قریبًا لمواصلة قیادته الحكیمة لمسیرة البناء.
وقال ولي العهد: «لقد رأیت لزامًا في ظل هذه الظروف الدقیقة أن أتحدث إلیكم وأشارككم الرأي حول أمور وقضایا أعلم أنھا تشغل بالكم وتثیر اھتمامكم».
وأضاف: «ونحن في أدق مراحل التعامل مع تداعیات انتشار كورونا وانھماك أبنائنا الأبطال في تضحیاتھم المشھودة بالتعاون مع المخلصین في أجھزة الدولة كافة بجھود مواجھة ھذا الوباء الخطیر نشھد بكل الأسف ما یدور في الساحة المحلیة مؤخرًا من مظاھر العبث والفوضى والمساس بكیان الوطن ومؤسساته، ولا سیما ما یتصل ببدعة التسریبات الأخیرة وما شابھها من ممارسات شاذة مرفوضة».
وتابع: «هذه المظاهر تعدٍّ على حریات الناس وخصوصیاتھم، تطال بعض العاملین في مؤسساتنا الأمنیة وما برز من محاولة البعض شق الصف وإثارة الفتن.. وأود التنویه على أن ھذا الأمر یحظى باھتمامي شخصیًا ومتابعتي لجمیع إجراءاته وإخضاعه برمته وكافة تفاصیله بید قضائنا العادل النزیه بعد أن تم مباشرة الإجراءات القانونیة اللازمة».
وشدد نائب أمير الكويت، على ألا یفلت أي مسيء من العقاب مؤكدًا الاعتزاز بالمؤسسات الأمنیة ورجالھا ونسائها المخلصین، والتي لن یضیرھا، ولن ینتقص من قدرھا شذوذ البعض الذین سینالون قصاصھم العادل جراء أفعالهم الدنیئة؛ الأمر الذي یستوجب من الجمیع التوقف عن تداول مثل ھذه المواد الضارة والتي لن یستفید منھا إلا أعداء الوطن، ومن یسعى لتحقیق مصالح وغایات خاصة على حساب أمن الوطن.
وأوضح، أنه على ثقة بأن شعب الكویت الأصیل الذي ھو حصن الكویت وأساس عزتھا ورفعتھا یدرك حقائق الأمور ولن تنطلي علیھ الاباطیل، ویظل حریصًا على وطنه وأمنه واستقراره».
وحذر ولي عهد الكويت، مرارًا من خطورة انحراف بعض وسائل التواصل الاجتماعي وما تشكله من معاول ھدم وتخریب لبنیان مجتمعنا وقیمه الفاضلة، وما تحفل به من افتراءات وإثارة للفتن وإشاعة روح الإحباط والتشاؤم وإطلاق الاتهامات دون دلیل، لافتاً إلى أنه لن يسمح لقلة ضالة بجر البلاد إلى الانقسام والفوضى باسم الحریة الزائفة؛ الأمر الذي یوجب الإسراع بترجمة التوجیه السامي بالقضاء على من أسماھم سموه بأشباح الفتن حفاظا على أمن البلاد وصیانة المجتمع.
وأكد ولي العهد الكويتي، على أن هذه الحریة لها إطار قانوني وأخلاقي یراعي مسؤولیتها ویحفظ كرامات الناس وسمعتھم ویحقق الصالح العام، وكذلك نھجنا الدیمقراطي الذي یحكمه الدستور والقانون ومقتضیات المصلحة الوطنیة ما یستوجب من السلطتین التشریعیة والتنفیذیة تصویب مسار العمل، واستشعار التحدیات والمخاطر المحيطة، والتصدي للقضایا الجوھرية وما یمس هموم المواطنین ومصالحھم.
وأردف في كلمته قائلًا: «أمامنا العدید من الملفات والقضایا المهمة، وھي نتیجة تراكمات طویلة تحتاج لمعالجتھا إلى الجدیة والحكمة والفكر الخلاق، كما تحتاج إلى التعاون البنّاء والإیجابیة وروح الفریق الواحد».
وأشار، إلى أهمية إصلاح الأجهزة الحكومیة، ومعالجة الهدر في المصروفات، وضبط وتجفیف منابع الفساد وأدواته إلى جانب القضایا الأخرى المهمة.
وأبان، إن الفساد آفة مدمرة، وقد أحال الفساد أممًا متقدمة إلى كیانات مهلهلة یفتك بھا الفقر والجھل والمرض، منوهاً إلى أنهم استشعروا غزو هذه الآفة لبلادهم عبر مظاهر مختلفة، وإذا كانوا يشكون من الفساد، فلیس من المقبول أن یصور البعض الكویت بأنھا أصبحت موطنًا للفساد، وستكون هناك وقفة جادة وحازمة لمواجهة ھذا الخطر المدمر بكل عزم وقوة، وأن محاربة الفساد لیست خیارًا بل ھي واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسؤولیة أخلاقیة.
واختتم نائب أمير الكويت كلمته، قائلًا: «لكل من یثیر التساؤل حول محاسبة أبناء الأسرة الحاكمة نؤكد بأنھم جزء من أبناء الشعب الكویتي وتسري علیھم ذات القوانین، ومن یخطئ یتحمل مسؤولیة خطأه فلیس هناك من ھو فوق القانون، ولا حمایة لفاسد أیا كان أسمه أو صفته أو مكانته.. وأدعو الأخوة في الحكومة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابیر الفاعلة والتشریعات الكفیلة بردع الفاسدین والقضاء على مظاھر الفساد وأسبابه بكافة أشكاله».
اقرأ أيضًا: