نشر عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي، نتائج أولى دراساته حول الأحداث الجارية في ليبيا بعد توقفه عن النشر لمدة أكثر من عام ونصف، إثر قضائه هذه المدة مُحتجزاً في سجن معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس.
ووعد عالم الاجتماع شوغالي، بتخليص المعلومات التي حصل عليها في هذا السجن ونشرها في إحدى دراساته القادمة.
ذكر شوغالي بأن العديد من المواطنين الليبيين قد طلبوا منه مواصلة إجراء أبحاث عن ليبيا، بمن فيهم أولئك الذين التقى بهم في سجن معيتيقة. لذلك أجرى صندوق حماية القيم الوطنية، الذي يشارك في عمله، دراسة حول ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وقرّر شوغالي مشاركة مواطني ليبيا الأمور الرئيسية التي حصل عليها في سياق استطلاع الرأي العام في هذه البلاد.
وأجرى الصندوق استطلاع رأي وجه فيه أسئلة لأكثر من 5300 من سكان ليبيا، وتم بناء العينة على أساس الحصص: الجنس والعمر ومكان الإقامة. واستوفت منهجية أخذ العينات والبحث جميع المتطلبات القياسية لاستطلاعات الرأي العامّ التنبؤية.
وأكدت الدراسة أن مواطني ليبيا مقتنعون بأن جميع كل ما يتعلق بمستقبل بلدهم يجب حلها على أراضي ليبيا، ويعتقد 7.6٪ فقط من سكان البلاد من بين أكثر من 5000 مستجيب، أن شخصًا ما له الحق في إجراء الحوار الليبي خارج أراضي ليبيا. الغالبية العظمى من المواطنين الليبيين - 74.2٪ - اختاروا طرابلس أو سرت أو بنغازي كمنصة للحوار، وليس جنيف أو تونس بأي شكل من الأشكال.
وتطرّقت الدراسة الى أنه بعد أحداث 2011، أصبح لدى الليبيين عمومًا قدر كبير من عدم الثقة تجاه مختلف المؤسسات الأجنبية والدولية. ومع ذلك، أظهر البحث أن الأمم المتحدة موثوق بها بنسبة 20.5٪، بحصص متساوية تقريباً في كل من شرق البلاد وغربها. في الوقت نفسه، لا يثق ما يقرب من 40٪ (39.3٪) من المواطنين الليبيين بالإجراءات المتخذة في البلاد من قبل الأمم المتحدة خلال العام الماضي. ولدى ثلث المواطنين الليبيين (33.5٪) وجهة نظر سلبية بشكل عامّ حول ملتقى الحوار السياسي الذي تنظمه الأمم المتحدة، وأقل قليلاً (30.7٪) إيجابيون بشكل عامّ.
كما أن أكثر من نصف المشاركين الليبيين في الاستطلاع الذي أجرته الدراسة (55.2٪) يعرفون أن ستيفاني ويليامز هي الممثلة الخاصة للأمين العامّ للأمم المتحدة في ليبيا. هذا يتحدث عن موقعها النشط للغاية. وأن ما يقرب من نصف أولئك الذين يعرفون شيئًا عن عمل ستيفاني ويليامز لديهم موقف إيجابي تجاه عملها (29.4٪ من جميع المشاركين).
وأضافت الدراسة بأن هناك انعدام ثقة كبير من قبل المجتمع الليبيّ تجاه مندوبي ملتقى الحوار. حيث يرغب الليبيون في أن تكون إجراءات ملتقى الحوار السياسي أكثر انفتاحًا وأن تكون قواعد اختيار المندوبين واختيار المتقدمين للمناصب في الحكومة والمجلس الرئاسي أكثر شفافية. الآن نصف المواطنين الليبيين (49.0٪) لا يعرفون من يمثل مصالحهم في ملتقى الحوار السياسي الليبي، 46.5٪ لا يعرفون من هو المنافس على المناصب العليا في البلاد ، وأكثر من 40٪ (40.8٪) لا يثقون برئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في المشاركة في اختيار حكومة جديدة لليبيا.
استنتجت الدراسة أن غالبية المواطنين الليبيين من شرق البلاد وغربها، في المتوسط 60.4٪، لديهم موقف سلبي تجاه وجود عدد كبير من ممثلي "الإخوان المسلمين" في ملتقى الحوار. وأن 25.2٪ من الليبيين يثقون عموماً بقرارات ملتقى الحوار، و52.6٪ من الليبيين لا يثقون بهذه القرارات. 43.1٪ من المشاركين في الشرق والغرب يخشون من أنه بعد أي قرارات من ملتقى الحوار السياسي الليبي، من الممكن أن تتجدد الأعمال العدائية في البلاد.
بهذه الكلمات أنهى شوغالي على موقع صندوق حماية القيم الوطنية الروسي تقديم نتائج دراسته، ووعد بإجراء دراسات أخرى مخصصة لليبيا في المستقبل القريب.