يقترب رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومنافسه الرئيسي بيني جانتس من التوصل إلى اتفاق، اليوم الثلاثاء، لتشكيل حكومة طوارئ وطنية لمكافحة أزمة فيروس كورونا وإنهاء الجمود السياسي الذي لم يسبق له مثيل في إسرائيل.
وتنتهي عند منتصف الليل المهلة الممنوحة لجانتس (مدتها 28 يومًا) لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت الشهر الماضي، لكن الرئيس الإسرائيلي، ريئوفين ريفلين، الذي يشرف على محادثات الائتلاف مدد المهلة لمدة يومين.
ونقلت وكالة رويترز عن مكتب ريفلين إنه "مدد المهلة بناء على معرفة أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق"، فيما التقى جانتس ونتنياهو، مساء أمس، في محاولة اللحظة الأخيرة لتسوية خلافاتهما.
وأصدرا بيانًا مشتركًا قالا فيه إنهما أحرزا "تقدمًا كبيرًا"، وأثارت حالة الجمود احتمال إجراء انتخابات رابعة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في أبريل وسبتمبر 2019 وشهر مارس الماضي، الأمر الذي يعرقل أي خطط لانتعاش اقتصادي فور انحسار تفشي فيروس كورونا.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سيعود إلى الكنيست اختيار مرشح يكون أمامه 14 يومًا لتشكيل حكومة، وسيؤدي إخفاقه في ذلك تلقائيًّا إلى انتخابات جديدة، وهو ما حدث قبيل اقتراع الشهر الماضي.
وكان جانتس (60 عامًا) قد خاض الانتخابات متعهدًا بعدم العمل في حكومة مع نتنياهو (70 عامًا)؛ معللا ذلك باتهام رئيس الوزراء في قضايا فساد. وينفي نتنياهو، الذي من المقرر أن تبدأ محاكمته الشهر المقبل، الاتهامات.
ومع تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة بكوفيد-19 و103 حالات وفاة في إسرائيل، أجبرت القيود المشددة التي تهدف لكبح انتشار الفيروس الكثير من الشركات على الإغلاق وأدت لارتفاع معدلات البطالة إلى نحو 25 بالمئة.
وأكد بيان رسمي مشترك لحزب العمل اليساري الإسرائيلي وتحالف "أزرق أبيض"، الذي يقوده الرئيس السابق لأركان الجيش، أنهما يتجهان للتحالف، وقال بيان الصادر قبل أيام عدة إن "جانتس"، التقى رئيس حزب العمل، عضو الكنيست، عمير بيريتس، وأن الجانبين يعتزمان التعاون "بهدف توحيد الأطراف في نهاية الأمر".
وتم تكليف النائبين آفي نيسينكورن، ممثلًا عن أزرق أبيض، ويتسحاق شمولي، ممثلًا عن حزب العمل، "بالعمل سويًّا من أجل دفع هذه الأمور قدمًا"، وأفادت المعلومات أن "بيريتس" يخطط للانضمام إلى حكومة الوحدة التي يتفاوض جانتس من أجل التوصل إليها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، ويبدو أن هذا الاندماج يمهد الطريق لذلك.
وقال مراقبون، في وقت سابق، أن انتخاب بيني جانتس (زعيم حزب أزرق أبيض، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) رئيسًا للبرلمان (الكنيست) بمثابة "مناورة مفاجئة يمكن أن تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة تبقي الزعيم المخضرم، نتنياهو، في السلطة"؛ حيث كان جانتس يستبعد العمل مع نتنياهو، في ضوء محاكمة رئيس الوزراء التي تلوح في الأفق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ينفيها نتنياهو.
وفيما ضغط الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عليهما لتوحيد قواهما، فقد تم انتخاب جانتس بدعم جزئي من حزبه "أزرق أبيض" وبتأييد من حزب ليكود الذي يتزعمه نتيناهو، ليترك الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي كثيرًا من حلفائه السياسيين يستشيطون غضبًا لتمهيده الطريق أمام شراكة مع رئيس وزراء يواجه لائحة اتهام في قضايا جنائية.
وكان كل منهما يصرّ على أن يشغل المنصب أولًا بعد ثلاث جولات من الانتخابات العامة غير الحاسمة خلال أقل من عام، ويأتي التطور بعد عام من الجمود السياسي شهد إجراء ثلاثة انتخابات غير حاسمة. ولا توجد رغبة في إجراء جولة رابعة.
وقال "يائير لابيد"، في بيان: "ما يتشكل ليس حكومة وحدة أو حكومة طوارئ. هذه حكومة أخرى لنتنياهو. بيني جانتس استسلم من دون معركة وزحف إلى حكومة نتنياهو"، بينما اقترح نتنياهو حكومة "طوارئ وطنية" مع جانتس لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسرائيل بنيامين نتنياهو، محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء المكلف بيني جانتس، وهي المحادثات التي وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها تأتي في إطار السعي إلى تشكيل حكومة وحدة طارئة، وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجانبين أعطيا توجيهات لفريقيهما التفاوضيين لعقد لقاء، اليوم الخميس، لتشكيل حكومة وحدة، وأن ممثلين عن الجانبين كانوا بالفعل يُجرون مفاوضات سرية، إلا أن هذه المحادثات ستصبح رسمية بدرجة أكبر.
اقرأ أيضًا: