بالتفاصيل.. شروط بايدن لإنقاذ نظام الملالي من الغضب الشعبي في إيران

على أمل عودة المفاوضات مجددًا..
بالتفاصيل.. شروط بايدن لإنقاذ نظام الملالي من الغضب الشعبي في إيران
تم النشر في

كشفت صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية عن تبادل نظام الملالي في طهران لإشارات جادة مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، على أمل عودة المفاوضات مجددًا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاتفاق النووي، بما يساعد الأول على الخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة.

وحسب الصحيفة الألمانية فإن النهج المعتدل لبايدن تجاه إيران سيكون مشروطًا بأن تكف الأخيرة عن تحركاتها المستفزة في المنطقة، وتجاه حلفاء واشنطن التقليديين وبالأخص في الخليج وإسرائيل.

وكان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب قد انسحب من طرف واحد من الاتفاقية النووية مع إيران في العام 2018, قبل أن يحاصر نظام الملالي القمعي بسيل من العقوبات الاقتصادية الموجعة، فيما ردت وطهران بإجراءات استفزازية وعمليات توسعية عبر وكلاء في المنطقة، ناهيك بما يتناثر عن استئنافها لبرنامجها النووي غير السلمي.

وتعيش طهران فترة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي جراء العقوبات الأمريكية وكذا التفشي الرهيب لوباء كورونا، ناهيك بتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد ديكتاتورية سلطة الحكم على مدار العام المنصرف.

ويبقى عامل الوقت ضاغطًا وبقوة على طهران مع تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وعليها فهي ترسل إشارات جيدة تجاه بايدن على أمل أن يعود للمفاوضات معها مع بداية فترة حكمه يناير المقبل.

 كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد أكد أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يكون لها تأثير على سياسة طهران. وزعم أن بلاده تنتهج  سياسة محسوبة بدقة لا تتأثر بتغيير الإدارة في واشنطن.

ومع ذلك، فإن عدم الاهتمام الظاهر من جانب خامنئي ورجاله هو خادع. إذ أن إيران في أعمق أزمة اقتصادية منذ سنوات، والبطالة والتضخم متصاعدان. كما يهدد وباء الكورونا بالخروج عن نطاق السيطرة، والأدوية المهمة نادرًا ما تتوفر. ما قد يسبب خطرًا داهمًا على النظام إذا ما زاد إحباط السكان مرة أخرى - كما حدث قبل عام في نوفمبر 2019 - في اضطرابات على مستوى البلاد.

 لكن أيام دونالد ترامب واستراتيجيته «للضغط الأقصى» باتت معدودة، حتى لو أراد تطبيق عقوبات جديدة أسبوعًا بعد أسبوع حتى تغيير السلطة في يناير. وفقًا لمعلومات الصحيفة الألمانية، ناقش الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مؤخرًا احتمالات قصف المنشآت النووية الإيرانية مع الأصدقاء المقربين.  وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الأركان مارك ميلي نصحوا بعدم القيام بذلك؛ لأن ذلك «قد يتصاعد إلى صراع أوسع».
 
من ناحية أخرى، يتسم خليفة ترامب جو بايدن بنبرة أكثر اعتدالًا. ووعد بمنح طهران «سبيلًا موثوقًا للعودة إلى الدبلوماسية»، وهي إشارة رد عليها الرئيس الإيراني حسن روحاني بتفاؤل حذر. وطالب بايدن بتصحيح أخطاء الماضي وإعادة تفعيل الاتفاق النووي. وستنتهز حكومته كل فرصة «لرفع ضغط العقوبات عن كاهل الشعب». لكن الرئيس الأميركي المنتخب لن يعود إلى الوضع القديم بهذه السهولة، خاصة أنه يريد ربط الملف النووي بـ«سلوك طهران الكارثي في المنطقة».

ورغم أن مواجهة ترامب المسعورة تظهر أثرًا جانبيًا – مثل غضب الأوروبيين - لكن مخططي بايدن السياسيين  لن يتنازلوا مثلًا عن إضعاف الميليشيات الشيعية، التي بصفتها صارت حكامًا إيرانيين في لبنان وسوريا والعراق، وتقوّض بشكل متزايد سلطة هذه الدول.

 في الوقت نفسه، لم يبقَ من المعاهدة النووية أي شيء تقريبًا. بعد خروج الولايات المتحدة في مايو 2018، علقت طهران أيضًا التزاماتها. كما حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك الجمهورية الإسلامية حاليًّا 3600 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب قليلاً - أي اثني عشر مرة أكثر مما هو مسموح به.

 في نفس الوقت تدق الساعة السياسية. إذا أراد بايدن وروحاني إنقاذ المعاهدة النووية، فعليهما الإسراع. تبدأ فترة ولاية بايدن في 20 «يناير»، وتنتهي ولاية روحاني في 18 «يونيو» 2021. بعد هذه الفترة الفاصلة التي ستدوم فقط خمسة أشهر، يمكن أن ينقلب الوضع السياسي في كلا البلدين.

في هذا الإطار، فالرئيس السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد بدأ بالفعل في الاستعداد بين المرشحين المحتملين. وهو يعتبر العقل المدبر وراء الصراع النووي الذي شق طريقه إلى مستوى الأزمة العالمية خلال فترتي ولايته من 2005 إلى 2013.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa