أكد أعضاء لقاء سيدة الجبل (تجمع سياسي ثقافي يستهدف تعزيز قيم العيش المشترك الإسلامي المسيحي في لبنان) أن الوضع في لبنان لن يستقيم إلا من خلال رفع وصاية إيران عن القرار اللبناني"، موضحين أن الأزمات المتعددة التي يشهدها لبنان، من تدهور اقتصادي وأزمات البنوك وانهيار سعر صرف الليرة وغيرها، هي من نتائج الأزمة الوطنية المتمثلة بوضع إيران يدها على القرار والمرافق والمؤسسات في لبنان.
وحذر المشاركون في الاجتماع الأسبوعي للقاء سيدة الجبل، اليوم الاثنين، من خطورة انفجار اجتماعي وشيك قد يتعرض له لبنان جراء الأوضاع الاقتصادية شديدة التدهور والتراجع، مطالبين من جميع القوى والأحزاب السياسية التكاتف من أجل العمل على إنهاء سلاح إيران داخل لبنان (في إشارة إلى سلاح حزب الله)؛ كونه يمثل أساس الأزمات التي يمر بها لبنان.
وإلى ذلك، قطع محتجون لليوم الثاني على التوالي عددًا من الطرقات الرئيسية والفرعية في مناطق لبنانية، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية تحت شعار "ثورة الجياع".
وعملت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي على فتح الطريق، وقد تسبب التجمع بزحمة سير على الأوتوستراد، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
كما جرت محاولات ثانية لقطع الطريق من قبل المتظاهرين، إلا أن القوى الأمنية منعتهم من ذلك، ورشق المتظاهرون القوى الأمنية بعبوات المياه، وحصل تدافع وتراشق كلامي بين الجانبين.
من جانبها، أكدت قيادة الجيش عبر حسابها على "تويتر" احترامها حق التظاهر، داعية المحتجين إلى عدم قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة.
فيما أعلن رئيس الحكومة، حسان دياب، في مستهل الاجتماع الوزاري - الإداري لمكافحة الفساد، الاثنين، أن "الكل يعرف أن الفساد متضخم في لبنان، ويتمتع بحماية السياسة والسياسيين، والطوائف ومرجعياتها، لكن، وعلى الرغم من الفساد الذي تسلل إلى كل شريان في الدولة، ليس هناك فاسد تمت محاسبته، إلا من كان مرفوعاً عنه الغطاء تمرد وفتح على حسابه، فتتم محاسبته من باب التأديب على خيانته وخروجه من تحت مظلة الحماية".
وقال دياب: "أدعوكم اليوم لورشة جدية، للمساهمة في إنقاذ الإدارة اللبنانية، عبر تكثيف الجهود في الرقابة والمحاسبة، من دون مظلة على أحد، ومن دون تدخل السلطة السياسية، لم يعد ممكناً الاستمرار في نهج التراخي، فنحن أمام تحديات كبيرة، ولا بد لقطار الإصلاح أن ينطلق".
يذكر أن متظاهرين قطعوا مساء الأحد، عدداً من الطرق تنديداً بالوضع الاقتصادي المتدهور، وذلك في إطار تعبئة تأتي رغم حظر التجول وإجراءات الحجر المعتمدة لمكافحة وباء كوفيد-19.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن عناصر الأمن تدخلوا على وجه السرعة لإعادة حركة السير إلى طبيعتها على الطرق السريعة بعدما أضرم محتجون النار بإطارات لقطع السير.
وفي منقطة الزلقا شمال شرقي العاصمة بيروت، تلقى ستة جرحى عناية طبية فورية، في الصليب الأحمر، كما أحرق متظاهرون إطارات على طريق سريع في منطقة الضبية شمال العاصمة قبل تدخل الجيش وقوى الأمن.
وعلى الطريق السريع في الدامور جنوب بيروت، أضرم شبان النار في إطارات، كما خرج محتجون في طرابلس شمالاً، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
يشار إلى أنه طوال الأشهر الماضية، ازدادت حدة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد بظل أزمة سيولة حادة وتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وأثار الوضع الاقتصادي المتردي احتجاجات شعبية اندلعت في أكتوبر، فضلاً عن اعتداءات على بنوك في أنحاء البلاد.
اقرأ أيضًا