يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، لاختيار رئيسهم المقبل، فيما يتواجه المرشحان الديمقراطي كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، والجمهوري دونالد ترامب، الرئيس السابق، في مناسبة شرسة، لاختيار ساكن البيت الأبيض الجديد.
وفي بعض الأحيان، يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية خلال ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، ولكن المنافسة الشديدة هذا العام قد تعني انتظارًا أطول.
في بعض السباقات الرئاسية، يتم الإعلان عن الفائز في وقت متأخر من ليلة الانتخابات، أو في وقت مبكر من صباح اليوم التالي. وهذه المرة، قد يعني السباق المتقارب في العديد من الولايات أن وسائل الإعلام ستنتظر لفترة أطول قبل التكهن بمن فاز، بحسب "بي بي سي".
وقد تعني الانتصارات الضيقة إعادة فرز الأصوات. ففي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، ستكون هناك حاجة إلى إعادة فرز الأصوات على مستوى الولاية إذا كان الفارق بين الأصوات التي حصل عليها الفائز والخاسر نصف نقطة مئوية. وفي عام 2020، كان الفارق يزيد قليلا على 1.1 نقطة مئوية.
ومن الممكن أيضاً تقديم طعون قانونية. فقد تم بالفعل رفع أكثر من مائة دعوى قضائية قبل الانتخابات، بما في ذلك الطعون على أهلية الناخبين وإدارة قوائم الناخبين، من قبل الجمهوريين.
وتشمل السيناريوهات الأخرى التي قد تتسبب في تأخير أي اضطراب مرتبط بالانتخابات، وخاصة في مراكز الاقتراع.
من ناحية أخرى، تسارعت وتيرة فرز الأصوات في بعض المناطق، بما في ذلك ولاية ميشيغان الحاسمة، وسيتم الإدلاء بعدد أقل بكثير من الأصوات عن طريق البريد مقارنة بالانتخابات الأخيرة، التي جرت خلال جائحة كوفيد.
جرت انتخابات 2020 يوم الثلاثاء 3 نوفمبر. لكن شبكات التلفزيون الأميركية لم تعلن فوز جو بايدن حتى وقت متأخر من صباح يوم السبت 7 نوفمبر، بعد أن أصبحت النتيجة في ولاية بنسلفانيا أكثر وضوحا. وفي الانتخابات الأخيرة الأخرى، كانت فترة الانتظار لدى الناخبين أقصر بكثير.
في عام 2016، عندما فاز ترامب بالرئاسة، تم إعلانه فائزًا قبل وقت قصير من الساعة 03:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (08:00 بتوقيت جرينتش) من اليوم التالي للانتخابات.
في عام 2012، عندما حصل باراك أوباما على فترة ولاية ثانية، كان من المتوقع فوزه قبل منتصف ليل يوم الاقتراع نفسه.
ومع ذلك، فإن الانتخابات التي جرت عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل جور كانت بمثابة استثناء جدير بالملاحظة.
أُجري التصويت في السابع من نوفمبر، ولكن الحملتين خاضتا حرباً بسبب منافسة متقاربة في فلوريدا ولم يُحسم السباق إلا في الثاني عشر من ديسمبر.
وصوتت المحكمة العليا الأميركية لصالح إنهاء عملية إعادة فرز الأصوات في الولاية، الأمر الذي أبقى بوش في منصبه فائزاً ومنحه البيت الأبيض.
وفي جميع أنحاء البلاد، ستغلق مراكز الاقتراع الأولى في الساعة 18:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:00 بتوقيت جرينتش) مساء الثلاثاء، وستغلق آخر مراكز الاقتراع في الساعة 01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:00 بتوقيت جرينتش) في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
ولكن من المتوقع أن ينتهي هذا السباق بنتائج 7 ولايات متأرجحة ، وهي؛ أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.
تُغلق صناديق الاقتراع في أوقات مختلفة في مناطق مختلفة. وقد تؤدي القواعد الخاصة بكل ولاية إلى إطالة عملية فرز الأصوات في بعض الولايات، بينما قد تبلغ ولايات أخرى عن أرقام جزئية بعد لحظات من الإدلاء بآخر صوت شخصي.
كما أن بعض بطاقات الاقتراع الغيابية والبريدية، بما في ذلك أصوات أفراد الجيش والأمريكيين المقيمين في الخارج، تكون عادةً من بين آخر البطاقات التي يتم فرزها.
جورجيا - تغلق صناديق الاقتراع في ولاية الخوخ في الساعة 19:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (00:00 بتوقيت جرينتش). سيتم فرز الأصوات المبكرة والبريدية أولاً، قبل التصويت الشخصي. ويقدر المسؤول الانتخابي الأعلى في جورجيا أن حوالي 75% من الأصوات سيتم فرزها خلال أول ساعتين، مع توقع إحصاء كامل بحلول وقت لاحق من الليل.
كارولينا الشمالية - تغلق صناديق الاقتراع بعد ثلاثين دقيقة من إغلاق جورجيا. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج كارولينا الشمالية قبل نهاية الليل، إلا أن التعقيدات قد تنشأ في المناطق التي ضربها إعصار في سبتمبر.
بنسلفانيا - ينتهي التصويت في الساعة 20:00 بتوقيت الساحل الشرقي (01:00 بتوقيت جرينتش) في ولاية بنسلفانيا - جوهرة التاج لجميع الولايات المتأرجحة في دورة الانتخابات هذه. ومثل ولاية ويسكونسن، لا تسمح ولاية بنسلفانيا ببدء فرز الأصوات حتى صباح يوم الانتخابات، مما يؤدي إلى تأخير متوقع في النتائج. ويتفق الخبراء على أن الأمر قد يستغرق 24 ساعة على الأقل قبل فرز عدد كافٍ من الأصوات لظهور الفائز.
ميشيغان - تنتهي عملية التصويت في الساعة 21:00 بتوقيت الساحل الشرقي (02:00 بتوقيت جرينتش) في ولاية ولفيرين. تسمح ميشيغان للمسؤولين بالبدء في فرز الأصوات قبل أسبوع واحد من يوم الانتخابات، ولكن لا يُسمح لهم بالكشف عن النتائج حتى إغلاق صناديق الاقتراع. قال المسؤول الانتخابي الأعلى في ميشيغان إنه لا ينبغي توقع النتيجة حتى "نهاية اليوم" يوم الأربعاء.
ويسكونسن - من المتوقع أن تظهر النتائج بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 21:00 بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة في المقاطعات الأصغر. ومع ذلك، غالبًا ما يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى تتمكن المراكز السكانية الكبرى من فرز الأصوات، مما دفع الخبراء إلى التنبؤ بأن الولاية لن تحصل على نتيجة حتى يوم الأربعاء على الأقل.
أريزونا - قد تظهر النتائج الأولية في وقت مبكر من الساعة 22:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (03:00 بتوقيت جرينتش)، ومع ذلك، لن ترسم صورة كاملة. وتقول أكبر مقاطعة في الولاية إنها لا تتوقع ظهور النتائج حتى صباح الأربعاء. علاوة على ذلك، قد يستغرق فرز بطاقات الاقتراع البريدية التي تم تسليمها في يوم الانتخابات ما يصل إلى 13 يومًا، وفقًا لمسؤولين في مقاطعة ماريكوبا، أكبر منطقة في الولاية.
نيفادا - قد يستغرق فرز الأصوات هنا أيضًا أيامًا، لأن الولاية تسمح بتأهل بطاقات الاقتراع بالبريد طالما تم إرسالها في يوم الانتخابات ولم تصل بعد 9 نوفمبر.
وعادة ما يتم فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها في يوم الانتخابات أولاً، تليها بطاقات الاقتراع المبكر والبريدي، ثم تلك التي تم الطعن عليها، ثم بطاقات الاقتراع في الخارج والعسكريين.
يقوم مسؤولو الانتخابات المحليون - في بعض الأحيان يتم تعيينهم، وفي أحيان أخرى يتم انتخابهم - بالتحقق من الأصوات الفردية ومعالجتها وحسابها، في عملية تعرف باسم الفرز.
يتضمن التحقق من بطاقات الاقتراع مقارنة عدد البطاقات بعدد الناخبين النشطين؛ وإزالة كل بطاقة اقتراع وفتحها وفحصها بحثًا عن أي تمزقات أو بقع أو أضرار أخرى؛ وتوثيق أي تناقضات والتحقيق فيها.
تتضمن عملية فرز الأصوات إدخال كل بطاقة في ماسحات إلكترونية تسجل نتائجها. وتتطلب بعض الظروف فرز الأصوات يدويًا أو إعادة فحص النتائج.
كل ولاية ومنطقة لديها قواعد صارمة حول من يمكنه المشاركة في فرز الأصوات، وترتيب معالجة الأصوات والأجزاء المفتوحة للجمهور، بما في ذلك كيف يمكن للمراقبين الحزبيين مراقبة عملية فرز الأصوات والتدخل فيها.
وبمجرد إدراج كل صوت صالح في النتائج النهائية، يتم تنفيذ عملية تعرف باسم الهيئة الانتخابية.
في كل ولاية، يمكن الفوز بعدد متفاوت من أصوات المجمع الانتخابي، وتأمين هذه الأصوات ــ وليس فقط دعم الناخبين أنفسهم ــ هو ما يضمن في نهاية المطاف الفوز بالرئاسة.
وبشكل عام، تمنح الولايات جميع أصوات الهيئة الانتخابية لمن يفوز بالتصويت الشعبي، ويتم تأكيد ذلك بعد الاجتماعات التي تعقد في 17 ديسمبر.
ويجتمع الكونجرس الأمريكي الجديد بعد ذلك في السادس من يناير لفرز أصوات الهيئة الانتخابية وتأكيد تعيين الرئيس الجديد.
بعد انتخابات 2020، رفض ترامب التنازل وحشد أنصاره للتظاهر أمام مبنى الكونجرس الأمريكي بينما كان الكونجرس يجتمع للمصادقة على فوز بايدن. وحث نائبه مايك بنس على رفض النتائج، لكن بنس رفض.
حتى بعد انتهاء أعمال الشغب وإعادة تنظيم أعضاء الكونجرس، صوّت 147 جمهوريًا دون جدوى لإلغاء خسارة ترامب.
ومنذ ذلك الحين، جعلت الإصلاحات الانتخابية من الصعب على المشرعين الاعتراض على النتائج المعتمدة المرسلة إليهم من ولايات فردية. كما أوضحوا أن نائب الرئيس ليس لديه سلطة رفض الأصوات الانتخابية من جانب واحد.
ومع ذلك، يتوقع مراقبو الانتخابات أن تتم جهود تأخير التصديق على تصويت عام 2024 على المستوى المحلي ومستوى الولايات.
لقد رفض ترامب وزميله في الترشح جيه دي فانس وكبار القادة الجمهوريين في الكابيتول في عدة مناسبات التصريح بشكل لا لبس فيه بأنهم سيقبلون النتائج إذا خسر.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس المنتخب فترة ولايته بعد تنصيبه يوم الاثنين 20 يناير 2025، في أراضي مجمع الكابيتول الأمريكي. وسيكون هذا التنصيب الرئاسي الستين في تاريخ الولايات المتحدة.
وسيشهد الحدث أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية على تعهده باحترام الدستور ثم إلقاء خطاب تنصيبه.
