واصلت السلطات في بيلاروسيا حملة الاعتقالات ضد المناهضين للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حيث اعتقلت مئات النساء وهن يهتفن «العار» في احتجاجات جديدة أمس السبت، نظمها أشخاص يقولون إنَّ لوكاشينكو سرق انتخابات أغسطس الماضي، حتى يتسنى له الفوز بولاية سادسة في المنصب.
وفيما تجمعت حشود في المسيرات الاحتجاجية التي يتم تنظيمها بشكل منظم الآن في مينسك، تتخذ ناقلات الشرطة بالفعل أماكنها في الشوارع. وهناك تقارير عن اعتقالات جديدة، تضاف إلى مئات الاعتقالات التي تم تنفيذها بالفعل خلال أسابيع من الاضطرابات في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وذكرت جماعة «فياسنا» الحقوقية أنه تمَّ احتجاز أول من شاركوا في المسيرة فور بدء الحدث، حيث لم يكن لدى النساء في بعض الأماكن وقت للانطلاق في شوارع مينسك.
وقالت جماعة «فياسنا» إنه تمَّ اعتقال 60 شخصًا على الأقل، بينهم صحفيون، والناشطة المخضرمة نينا باجينسكايا (73 عاما).
وأظهرت لقطات مصورة نساء يحملهن رجال أمن بالزي الرسمي من الأيدي والأقدام إلى حافلات. تم احتجاز آخرين من أمام مراكز التسوق، من بينهم مارة غير منخرطين في المسيرة.
وأطلق المحتجون صيحات الاستهجان على الشرطة لدى إلقاء القبض على موسيقيين في نفق.
ويدفع المحتجون بأن الفائزة الحقيقية هي سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي أجبرت على الفرار إلى ليتوانيا عقب الانتخابات.
وأكدت السياسية (38 عاما) في بيان أنها معجب بشجاعة نساء بيلاروس.
قالت: «أنتن قويات ولا تقهرن».
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، إنَّ التهديدات السياسية والاقتصادية ضد بيلاروس «يجب أن تنتهي»، وذلك في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم السبت.
واتهم ماكي الدول الغربية بمحاولة زرع «الاضطراب والفوضوية» في البلاد، في كلمة مسجلة مسبقًا وجرى بثها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
وصرح ماكي بأن البيلاروسيين اتخذوا خيارًا واضحًا لصالح لوكاشينكو و«بدلًا من احترام هذا الخيار، نشهد محاولات لزعزعة استقرار الوضع في البلاد».
وقال الوزير، إنَّه في أعقاب المحاولات الفاشلة «لفرض» ثورات ملونة «علينا، نشهد الآن تدخلًا خارجيًا يهدف إلى تقويض أسس دولتنا».
في السياق ذاته/ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح لصحيفة أسبوعية فرنسية إنَّه من الواضح أنَّ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو «يجب أن يرحل».
وقال ماكرون لصحيفة «جورنال دو ديمانش»: «إنها أزمة سلطة، قوة استبدادية لا تقبل منطق الديمقراطية وهي متشبثة بالقوة. من الواضح أن لوكاشينكو لابد أن يرحل».
وتأتي تعليقات ماكرون بعد أن أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا الأسبوع الماضي جدد فيه زعمه أنَّ انتخابات التاسع من أغسطس في بيلاروس «لم تكن حرة ولا نزيهة»، وأنها لن تعترف بلوكاشينكو رئيسًا.
وكانت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا قد دعت يوم الجمعة مواطنيها إلى تنظيم احتجاجات جماهيرية مجددا ضد ما أسمته بالتنصيب السري فى وقت سابق من الأسبوع الحالى للرئيس المتنازع علي إعادة انتخابه ألكسندر لوكاشينكو.
وذكر متظاهرون أن الاحتجاجات التي ستنظم مطلع كل أسبوع ستكون «بروفة عامة احتفالية لتنصيب مناسب من قبل الشعب».
وأضافوا «دعونا نظهر من هو الرئيس الحقيقي».
ويزعم ممثلو المعارضة البيلاروسية أن تيخانوفسكايا، التى احتلت المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، وفقًا للنتائج الرسمية المثيرة للجدل، كانت هى الفائزة بالرئاسة في الواقع ، وليس لوكاشينكو.
وتم الإعلان بالفعل عن مظاهرة أخرى اليوم الأحد. ويطالب المتظاهرون بانتخابات جديدة، بدون لوكاشينكو في الاقتراع وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والتحقيق في عنف الشرطة.