تنتظر فرنسا، بداية الشهر المقبل، انتخابات رئاسية حاسمة، إذ أظهرت استطلاعات للرأي أن الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، حافظ على تقدمه أمام المنافسين الآخرين بنسبة عالية من الناخبين.
وحصل ماكرون، في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إيلاب»، على نسبة 28% من نوايا أصوات الناخبين، في الجولة الأولى، لكن الفجوة مع مارين لوبان ستضيق بسبع نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47.5% من الأصوات.
ويتحدث المحلل السياسي المختص بالشأن الفرنسي، نزار الجليدي، عن عديد من الأسباب ستجعل الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون ينطلق بحظوظ وافرة للفوز بهذه أهمها المتغيرات الدولية التي ستحدد اسم الرئيس المقبل.
وفي تصريح لـ«سكاي نيوز عربية»، يقول الجليدي إنه «من المنتظر أن يحظى ماكرون بدعم أوروبي وأمريكي باعتباره المفاوض الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتن في حرب أوكرانيا».
ونجح ماكرون في استغلال وجه رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي على أحسن وجه، واضطلع بدور بارز في التنسيق بين 27 حكومة أوروبية من أجل فرض العقوبات على موسكو بعد عمليتها العسكرية في كييف.
ويشير الجليدي إلى عوامل أخرى تساعد الرئيس الحالي على الفوز بينها ضعف المعارضة في فرنسا وضعف الشخصيات التي ستدخل معه السباق الانتخابي. أضف إلى ذلك أداء ماكرون خلال جائحة «كورونا» وهو ما يعتبره كثير من الفرنسيين دافعًا قويًّا لإعادة انتخابه.
وسبق وأظهرت استطلاعات للرأي، الأسبوع الماضي، حصول ماكرون على 56% من الأصوات، ولوبان على 44% في الجولة الثانية. وتبدو المنافسة بين ماكرون ومارين لوبان أكثر احتدامًا من أي وقت.
من جانبه، عزز زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون موقعه في المرتبة الثالثة بنسبة 15.5% من نوايا التصويت بزيادة، متقدمًا على مرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور الذي حصل على نسبة 10.5% من نوايا التصويت، ومرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس، التي ما زالت تحتل المرتبة الخامسة في الاستطلاع بنسبة 9.5%.
وتراجعت المسائل المحلية الفرنسية في سلم اهتمامات الرئيس المنتهية ولايته نتيجة الأزمة في أوكرانيا، التي عززت في المقابل صورته كرجل دولة، أما لوبن، فتركز حملتها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الأول للفرنسيين، وقد زادت حظوظها في الجولة الأولى بنقطة مئوية لتبلغ نوايا التصويت لصالحها 21 في المئة.