أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الأحد، أن سبعة مدنيين أفغان قتلوا في أعمال فوضى وقعت في محيط مطار كابول، في وقت لا يزال فيه عشرات الآلاف من الأشخاص يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم.
وقال المتحدث باسم الوزارة في بيان: لا تزال الظروف على الأرض صعبة للغاية، لكننا نبذل قصارى جهدنا لإدارة الوضع بأمان وسلامة.
دهس طفلة خارج المطار
وذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أن من بين الذين لقوا حتفهم خارج المطار طفلة تبلغ من العمر عامين. وأوضح التقرير أن ابنة مترجم أفغانى قيل إنه كان يعمل في شركة أمريكية في كابول دهست حتى الموت يوم السبت.
ويؤكد سقوط حالات وفاة على يأس الكثير من الأفغان ممن عملوا مع القوات الدولية خلال العقدين الماضيين أو عملوا في مجالات مثل حقوق الإنسان ويخشون على حياتهم، حيث يحاول كثيرون الدخول أو إدخال أفراد عائلاتهم إلى داخل المطار.
وعلى الرغم من الفوضى المستمرة والحرارة الشديدة في أغسطس، ما زال الأشخاص يتدفقون على المطار، حسبما قال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأحد.
وقال الشاهد إنه وعائلته غادروا إلى المطار في منتصف الليل على أمل أن يكون هناك عدد أقل من الناس ينتظرون الدخول عند البوابة، لكنها سرعان ما ازدحمت مرة أخرى.
وأفاد سكان محليون بأن ماكينات صرف الأموال في المدينة باتت فارغة عمليًا؛ حيث لم تعمل البنوك وحتى الصرافون في السوق السوداء على مدى أسبوع. وقال أحد سكان كابول إن الجميع في المدينة يشكون الآن من أنهم لا يستطيعون سحب الأموال.
واشنطن تلجأ للطيران التجاري
وفى خطوة نادرة قامت الحكومة الأمريكية يوم الأحد بتفعيل إجراء الأسطول الجوي الاحتياطي المدني، مما يجبر شركات الطيران التجارية على دعم عملية الإخلاء الأمريكية في أفغانستان.
وذكر البنتاجون أن إجمالى 18 طائرة من ست شركات طيران أمريكية سيشملها هذا الأمر. ولن تتوجه هذه الطائرات إلى كابول، بل ستستخدم لنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى وجهات أخرى، مثل ألمانيا وقطر. وهذا من شأنه أن يتيح المجال للطائرات العسكرية الأمريكية بما يسمح لها بالتركيز على نقل الناس جوا من كابول.
وأعلنت عدة دول أن عمليات الإجلاء كانت تسير بشكل أفضل يوم الأحد.
وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 31 أغسطس الجاري باعتباره موعدا نهائيا يجب أن تكتمل بحلوله جميع عمليات إجلاء المواطنين الأمريكيين من أفغانستان.
وتضغط الحكومة البريطانية من أجل تمديد عمليات الإجلاء لما بعد ذلك التاريخ، على الرغم من أن الولايات المتحدة رفضت حتى الآن الالتزام بالتمديد.
بايدن: إجلاء آلاف الأشخاص من كابول صعب
وقال بايدن في تصريحات متلفزة إن القوات الأمريكية وشركائها بالتحالف في أفغانستان حتى صباح يوم الأحد قاموا بنقل ما يقرب من 28 ألف شخص من كابول منذ 14 أغسطس.
وتابع بايدن: أملنا ألا نضطر إلى التمديد، لكن من الممكن أن تكون هناك مناقشات، كما أظن، حول مدى تقدمنا في هذه العملية. كما أكد مجددًا أن إجلاء آلاف الأشخاص من كابول سيكون صعبًا ومؤلمًا بغض النظر عن متى بدأ.
وأشار بايدن إلى أنه لا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس دون ألم وخسارة.. الصور المفجعة التي نشاهدها على التليفزيون، قلبي يتألم من أجل هؤلاء الناس.
قمة مجموعة السبع
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر تويتر أن قادة مجموعة السبع سيجتمعون افتراضيا غدا الثلاثاء لإجراء محادثات عاجلة حول الوضع في أفغانستان، مضيفًا أنه من المهم أن يعمل المجتمع الدولي معا لضمان عمليات إجلاء آمنة، ومنع حدوث أزمة إنسانية.
وأكد البيت الأبيض أن بايدن سيشارك في القمة.
آخر ولاية في أفعانستان
وبشكل منفصل، قال السفير الروسي في العاصمة الأفغانية كابول دميتري شيرنوف: إن حركة طالبان على استعداد للتفاوض مع خصومها في ولاية بانجشير، آخر ولاية في البلاد لم تستول عليها الحركة.
وقال شيرنوف إن طالبان طلبت إليه أن يبعث برسالة إلى القادة والناس في وادي بانجشير مفادها بأن طالبان تأمل في التوصل إلى حل سلمي للموقف، والتوصل على سبيل المثال إلى اتفاق سياسي وأن طالبان لا تريد سفكا للدماء ومستعدة للحوار.