أعلنت شركة «فايزر» العالمية أنَّ فاعلية اللقاح الذي تعمل على إنتاجه لعلاج فيروس «كوفيد19» بلغت 90%، خلال التجارب بين الأفراد التي أجرتها في الآونة الأخيرة.
وكشفت «فايزر» وشريكتها الألمانية «بيونتك»، مساء الاثنين، عن أنَّ النتائج المبدئية تشير إلى فاعلية كبيرة للقاح تصل إلى 90%، وهي نتائج ساهمت في دفع أسواق الأسهم العالمية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية (ترجمته عاجل).
وسوف نستعرض أبرز تسع نقاط يجب معرفتها بشأن لقاح «فايزر»:
أولًا: ماذا وجد العلماء؟ أوضحت الصحيفة أنه في يوليو الماضي، بدأت «فايزر» و«بيونتك» المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية، حيث حصل نصف المشاركين في التجربة على اللقاح، وحصل النصف الآخر على لقاح مزيف من الماء المالح، وانتظر العلماء لملاحظة تأثير اللقاح على من يصاب بالفيروس من المشاركين في التجارب.
ومع دراسة المجموعة التي أُصيبت بالفيروس، وهي 94 شخصًا من بين 44 مشاركًا، وجد العلماء أن فاعلية اللقاح وصلت إلى 90% وأكثر.
ثانيًا: هل هذه نتيجة جيدة؟ أكد تقرير الصحيفة أنّ هذه النسبة مثيرة للأمل وجيدة للغاية، حيث كانت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية وضعت حدًّا أدنى للفاعلية عند نسبة 50% لصانعي اللقاحات الذين أرادوا الحصول على تصريح بالإنتاج، ولقاح «فايزر» المعلن يقدم فاعلية أكبر بكثير من هذه النسبة.
ويجدر الإشارة إلى أنَّ بعض اللقاحات المتوفرة تملك فاعلية أقل بكثير من هذه النسبة، فلقاحات الإنفلونزا فعالة بنسبة 40 إلى 60% في أحسن الأحوال، لأنّ فيروس الإنفلونزا يستمر في التطور إلى أشكال جديدة عامًا بعد عام.
ثالثًا: هل اللقاح آمن؟ حتى الآن، لم تتحدث «فايزر» أو «بيونتك» عن مخاوف جدية تتعلق بسلامة اللقاح. وكانت الشركتان أجرت تجارب معملية مصغرة، في مايو، مصممة خصيصًا لتتبع إشارات التحذير حول سلامة اللقاح.
وأجرت الشركتان تجارب على أربعة إصدارات من لقاحهم، واختاروا النسخة التي تنتج أقل عدد من حالات الآثار الجانبية الخفيفة والمتوسطة، مثل الحمى والتعب.
وفي حال حصلت الشركتان على تصريح طارئ من إدارة الغذاء والدواء، وجرى توزيعها على ملايين الأشخاص، ستعمل مراكز السيطرة على الأمراض على مراقبتهم للتأكد من عدم وجود مشكلات تتعلق بالسلامة، مع مراقبة المشاركين بالتجارب لمدة عامين على الأقل.
رابعًا: من سيحصل على اللقاح أولًا؟ قال المدير التنفيذي لـ«فايزر» إنه قد يتم إنتاج بين 30 – 40 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام، وهي جرعة تكفي ما بين 15 – 20 مليون شخص، يحصلون على جرعة أولية وجرعة أخرى معززة بعد ثلاثة أسابيع.
لكن من غير الواضح من سيحصل على الجرعات الأولى، لكن من المرجح أن تكون الأولوية للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. يمكن أن يشمل ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكذلك كبار السن وأصحاب الأمراض الخطيرة مثل السمنة أو مرض السكري.
خامسًا: متى سيحصل العامة على اللقاح؟ تقول «فايزر» إنها ستقدم طلب للحصول على تصريح طارئ، في غضون الأسبوع المقبل، بعد جمع بيانات السلامة التي ألزمت هيئة الدواء والغذاء الشركات بتقدميها.
بعدها، ستتشاور الشركة مع لجنة استشارية خارجية من الخبراء، وقد تستغرق أسابيع لدراسة البيانات التفصيلية حول سلامة اللقاح وفعاليته وقدرة الشركات على تصنيع ملايين الجرعات بشكل آمن.
ومع نهاية العام الجاري، يمكن السماح باللقاح لبعض الفئات المعرضة للخطر، في حال سار كل شيء كما هو مخطط له ولم تكن هناك تأخيرات غير متوقعة.
سادسًا: متى تنتهي تجارب «فايزر». قالت الصحيفة: إن التجارب التي تجريها الشركة ستتواصل حتى يصاب 164 شخصًا من المجموعة المشاركة التي حصلت على اللقاح، وعندها تنتهي التجربة ويبدأ تحليل البيانات.
ورغم أنَّ النتائج المبدئية توفر دلائل واضحة على فاعلية اللقاح، لكنها لا تخبرنا بالضبط مدى هذه الفاعلية. ولهذا لاتزال هناك حاجة لمزيد من التجارب والتحليلات.
سابعًا: تأثير اللقاح على كبار السن والأطفال. أفادت «فايزر» أن النتائج الأخيرة لا تحدد مدى فاعلية اللقاح بالنسبة إلى كبار السن. لكن التجارب شملت أشخاص فوق سن الـ65 عامًا، لهذا فإنها بالتأكيد سترسم صورة واضحة بشأن تأثير اللقاح على هذه الفئة العمرية.
وبالنسبة إلى الأطفال، فإن تجارب «فايزر» و«بيونتك» شملت أفرادًا فوق سن الـ18، لكنهما بدأت في سبتمبر الماضي ضم مراهقين بعمر الـ16 عامًا. والشهر الماضي، أطلقوا حملة تجارب جديدة على الأطفال بعمر الـ12 عامًا، لكن لم تظهر أي نتائج نهائية حتى الآن.
ثامنًا: هل بإمكاننا التوقف عن ارتداء الكمامة؟ أكدت الصحيفة الأمريكية أنه لا يجب التوقف عن ارتداء أقنعة الوجه واتباع إجراءات السلامة العامة حتى مع إنتاج اللقاح.
وقالت إنّ خبراء الصحة حول العالم يؤكدون ضرورة أن تستعد الشعوب لموجة شديدة مع حلول فصل الشتاء. وحتى مع التصريح بإنتاج اللقاح، فإنّه لن يصل للجميع في نفس الوقت.
ويتوقع الخبراء أنّ اللقاح لن يكون متوافرًا بشكل عام للجميع قبل حلول العام المقبل. وحتى ذلك الحين، لا توجد بيانات تجزم بإمكانية أن يوقف اللقاح انتشار الفيروس بدون أعراض، أو إلى أي مدى سيمنع الإصابة به.
تاسعًا: ماذا عن اللقاحات الأخرى؟ هناك عشر لقاحات أخرى على الأقل خاضعة للتجارب المعملية في الوقت الحالي، لكن إعلان «فايزر» يثير التفاؤل بشأن نجاح لقاحات أخرى.
وقال أكيكو إيواساكي، من جامعة ييل الأمريكية: «يمنحنا هذا مزيدًا من الأمر بأن لقاحات أخرى ستنجح وستكون فعالة».
تعمل «فايزر» و«بيونتك» على اختبار لقاح يستخدم جزيئ جيني «آر إن إيه» لدفع الخلايا إلى إنتاج بروتين فيروسي، حيث تعمل أجهزتنا المناعية على صنع أجسام مضادة وخلايا مناعية يمكنها التعرف على بروتين الفيروس بسرعة وتقديم هجوم سريع.
كذلك تخوض شركة «موديرنا» مراحل متأخرة من التجارب بلقاح الحمض النووي الريبي الخاص بها، وتجري تجارب سريرية مبكرة على لقاحات أخرى للحمض النووي الريبي في الصين وبريطانيا والهند وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند.