«لا يوجد مكان آمن في غزة».. بهذه الكلمات روى صحفي يعمل بوكالة أسوشيتد برس الأمريكية بقطاع غزة، فظائع القصف الإسرائيلي، لبرج الجلاء الذي يضم مكاتب إعلامية وشققًا سكنية، واصفًا القصف بأنه من «أفظع المشاهد».
وقال فارس أكرم الصحفي بالوكالة، استيقظت من قيلولتي على صراخ زملائي، بالطابق العلوي من مكاتب وكالة أسوشيتد برس في غزة، في برج الجلاء، لأرى واحدًا من أفظع المشاهد التي رأيتها على الإطلاق، وفق قناة «أخبار الشرق».
واستكمل: أسرعت إلى الطابق السفلي ورأيت زملائي يرتدون خوذات وسترات واقية، كانوا يصرخون: إخلاء.. إخلاء، وعلمت أن الجيش الإسرائيلي استهدف البرج، وقدم تحذيراً قبل 10 دقائق من القصف، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال أزال ثلاثة مبانٍ حتى الآن هذا الأسبوع.
وتابع: «شاهدت المكان الذي كان بمثابة بيتي لسنوات وعلمت أنها آخر مرة أراه وأخذت بعض أغراضي، وارتديت خوذتي ونزلت مسرعاً، وبعد أكثر الأيام إثارة للقلق»، مشيرًا إلى أنَّ غارة إسرائيلية دمرت، الجمعة الماضية، مزرعة عائلته على الطرف الشمالي من غزة.
وأوضح أن صاحب المبنى كان يتحدث على الهاتف مع الضابط العسكري الإسرائيلي، الذي طلب منه إخلاء المكان، وكان يتوسل لإمهاله مزيداً من الوقت، لكن الضابط رفض، قائلا: بعدما نزلت من الطابق الحادي عشر عبر السلالم وتأكدت أنني بعيد عن المبنى، استدرت أراقب المشهد وفكرت بعائلات كانت تعيش في الطوابق العلوية والسفلية، وتساءلت: ماذا سيفعلون؟ إلى أين يذهبون؟، لافتاً إلى أن الغارة تمت بتتابع سريع خلال 8 دقائق بطائرة مسيّرة، تبعتها ثلاث غارات قوية من مقاتلات "إف-16 ..
