تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحديث عن أي نصر من أي نوع في أوكرانيا، ولا قدم تقييما لكيف اندلعت الحرب، خلال خطابه في عيد النصر الروسي.
ولم يعلن بوتين أي تعبئة عامة في روسيا كما توقع كثيرون، ولم يقل إن «العملية الخاصة» تحولت إلى حرب، بل لم يذكر أوكرانيا بالاسم على الإطلاق، وفقًا لما استنتجته وسائل إعلام غربية، أدخلت خطابه إلى المشرحة، وحللت بأن الرئيس البالغ 69 سنة، يتوقع مزيدًا من الخسائر في حرب ستستمر طويلا.
وقال الصحافي البريطاني Michael Binyon مراسل صحيفة «التايمز»، أن خطاب بوتين فيه تركيز كبير على تاريخ روسيا وثقافتها وعاداتها وقيمها التقليدية «وبدا أيضًا أنه يستحضر عقيدتها الأرثوذكسية، بعد أن حصل بالفعل على مباركة البطريرك الأرثوذكسي الروسي» كما قال.
وأضاف الصحافي أن بوتين «حاول ربط الحرب في أوكرانيا بكفاح روسيا من أجل حريتها وروحها في العصور السابقة والدفاع عن الوطن الأم» وهي رسالة قوية الآن كما كانت في الحرب العالمية الثانية، لذلك شبهها بعدوان ألمانيا النازية على روسيا، واستشهد بالوطنية والبطولة والتضحية التي قدمها الروس خلال الحرب العالمية لحشد مواطنيه «لما بدا أنه مسافة طويلة في دونباس» الأوكرانية.
وأشار إلى أن بوتين لم يقدم في خطابه أي تحديث لخسائر روسيا، والتي سبق وأعلنت رسميا أنها 1000 قتيل تقريبا، فيما تقدر الاستخبارات الغربية أنها تزيد على 15000 على الأقل، وبدلا من ذلك تحدث عن «حزنه المشترك» لمقتل كل جندي وضابط «في محاولة واضحة لتهدئة القلق العام المتزايد، ووعد بأن الدولة ستوفر مخصصات لعائلاتهم، وهي إشارة واضحة إلى أنه يتوقع المزيد من الخسائر في حرب يرى أنها ستستمر لفترة طويلة».
وتابع الصحافي «بينيون» أيضا: إن الخطاب كله «كان موجها إلى جمهور محلي لتبرير عملية جعلت روسيا معزولة عن العالم، وتركت ملايين من شعبها في حيرة منها ومن أنفسهم. كما لم يقدم إلا تلميحا ضئيلا عن أهدافها، وكيف يمكن للكرملين أن يعوّض عن استراتيجية متعثرة وإخفاقات عسكرية مذلة، أو كيف ستستبدل روسيا الكثير من المعدات التي خسرتها بعملية لم تكن لتحذير الغرب مما قد تفعله الآن؛ حيث لم يذكر ماريوبول بكلمة أو أي ساحة قتال في أوكرانيا، باستثناء دونباس التي يزعم أنها أرض روسية تاريخية».
ولفت بينيون إلى أن بوتين لم يقدم في خطابه تحديثا لخسائر روسيا، معتبرا أن الخطاب كان دفاعيا، يشير إلى عدم وجود تفكير جديد وجاد في الكرملين، وأن إعداد الخطاب تم إلى حد كبير لتبرير تحدي بوتين السابق للناتو، فهو لا ينذر بأي تصعيد في المستقبل. لكن حقيقة عدم ذكر التعبئة لا تعني أنه لم يتم التخطيط لها أو لن يتم تنفيذها في وقت قريب، في ما لو أصبح نقص القوات حادا.