يجتمع قادة دول العالم في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، اليوم الاثنين، لإيجاد حلول لأزمة التغير المناخي، التي بات تأثيرها واضحًا، مع ارتفاع درجات الحرارة في أرجاء الأرض بشكل كبير، وتكرار حوادث التطرف المناخي من أمطار غزيرة وسيول وعواصف ترابية وغيرها من الكوارث.
ولا تقتصر تداعيات تغير المناخ على ارتفاع درجات الحرارة، بل قد تصل إلى حد إخفاء دول وظهور دول جديدة، كما أن هناك تداعيات كارثية على المحيطات والبحار.
وينصب التركيز فيما يتعلق بأزمة المناخ على التغيرات المناخية على الأرض، مع إغفال تأثير ذلك على المحيطات والبحار، التي تمثل النسبة الأكبر من تكوين الكوكب.
المحيطات والبحار تتأثر
هذا الأمر كشفته ورقة بحثية في مجلة «رسائل البحث الجيوفيزيائي»، نُشرت بالعام 2012، أكدت أن أعماق المحيط تتأثر بارتفاع درجة الحرارة، وسط توقعات بزيادة درجة حرارة المحيطات العالمية من 1 لـ4 درجة مئوية بحلول العام 2100.
وتعمل المحيطات على امتصاص كميّات هائلة من الحرارة، نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوّي، وامتصت أكثر من 93% من الحرارة الزائدة، الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري، منذ السبعينيات، ما ساعد في حماية البشر من التغيرات المناخية الأكثر سرعة، ولكانت الحرارة ارتفعت أكثر مما هي عليه الآن.
ويعد البحر الأبيض المتوسط من أكبر البحار الملوثة في العالم، ومعدل تغيير المياه تقريبًا يحدث مرة واحدة كل 80 عامًا، وهو ما يتسبب في انقراض أنواع كثيرة من الكائنات الحية.
الأمن الغذائي
تتسبب الحرارة المرتفعة في مخاطر عالية لجميع الأسماك البحرية، بينها مستويات النفوق المرتفعة، وفقدان مناطق التكاثر، والتحركات الجماعية حيث تبحث الأنواع عن ظروف بيئية مواتية.
كما تتأثر الشعاب المرجانية بارتفاع درجات الحرارة، مما يتسبب في أبيضاض المرجان وزيادة خطر تعرضها للوفاة. وهذا يؤثر بالتبعية على السلاسل الغذائية للإنسان، إذ تزود مصايد الأسماك البحرية والمياه العذبة وتربية الأحياء المائية 4.3 مليار شخص بحوالي 15% من البروتين الحيواني.
وسيكون لهذا الأمر تأثير حتمي على الأمن الغذائي، وسبل العيش على مستوى العالم، بسبب تغيير توزيع الأرصدة السمكية وزيادة تعرض الأنواع السمكية للأمراض. ويرتبط ارتفاع الحرارة بانتشار الأمراض في الأنواع البحرية وانتقالها للإنسان.
غرق جزر وبلدان
وستكون البلدان الجزرية المنخفضة في المحيط الهادئ الأكثر تضررًا من ارتفاع مستوى سطح البحر ما يعني تدمير المساكن والبنية التحتية وخلق حركات نزوح.
وفي هذا الشأن، يقول أستاذ العلوم بجامعة عين شمس، نور الدين أحمد، إن انخفاض مستوى الجليد في القطب الشمالي والجنوبي يعني ارتفاع مستوى البحار، وهو ما سيؤدي لغرق أي أرضٍ منخفضة عن مستوى البحار».
وأضاف: «الأمر الثاني الذي يهدد البحار والمحيطات هو التلوُّث خاصّةً وأنّ 3 أرباع المواد الملوُّثة يتم إلقاءها في المياه».
وليست الجزر وحدها التي ستختفي، لكن ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء دولًا كثيرة، مثل هولندا، التي تقع على أرض منخفضة، فارتفاع مستوى البحار بها سيغرقها تمامًا.