كشف تحقيق أعدته قناة «العربية» عن تورط قيادات بحركة النهضة التونسية في تسهيل وتشجيع تسفير الشباب إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق بين عامي 2015 و2016.
عبدالكريم العبيدي، رئيس فرقة حماية الطائرات السابق في تونس، أحد العناصر التي وجهت إليهم تهمة المشاركة في اغتيال قيادي بحركة الشعب عام 2013، وأودع السجن عام 2015، لكنه بعد إسقاط التهم التي لاحقته.
يقول العبيدي في تحقيق لـ«العربية»: التهريب مربوط بالتسفير والإرهاب، المهربون معروفون على الحدود، وأخطر شيء هو التهريب عبر بوابات المطار الذي كنت أخدم فيه، فكان هناك أعوان تعاملوا مع المخططين للتهريب.
بحسب مُعدة التحقيق، كان العبيدي أخطر عناصر خلية الأمن الموازي بوزارة الداخلية التونسية، ويقول: أعددنا ملفين، الأول للتسفير وفيه أشخاص متهمون بالتسفير حوكم بعضهم بالسجن من 3 سنوات إلى 60 سنة.
يضيف العبيدي: والملف الثاني عن التعتيم الإعلامي وتورط القنصل العام في سوريا عامي 2015 و2016 والملحق الأمني وتوابعه في التسفير، وكان لا بد من النظر فيه.
وفي عام 2016، عاشت تونس جدلًا كبيرًا إثر قرار الرئيس الراحل باجي قائد السبسي فتح باب العودة أمام الإرهابيين التونسيين من بؤر التوتر في سوريا وليبيا، على أن يطبق في حق هؤلاء قانون مكافحة الإرهاب.
والتقت معدة التحقيق مع فاطمة المسدي، النائبة السابقة بمجلس نواب الشعب وعضو لجنة التحقيق البرلمانية السابقة في شبكات التسفير للعربية، التي تابعت كل أعمال لجنة التسفير التي تكونت منذ عام 2016، وعلى امتداد 3 سنوات عقدت اللجنة جلسات استماع لتتبع المتورطين في ملفات شبكات التسفير إلى بؤر التوتر.
تقول فاطمة المسدي: 80% من الاستماعات ورطت قيادات بحركة النهضة في تسهيل وتشجيع التسفير، وهذا جعل حركة النهضة تحاول بكل الطرق، وقت آخر عمل اللجنة وقبل إعداد التقرير النهائي، للحصول على رئاسة اللجنة، من أجل لتغيير التقرير، ولكي تكون هي الحاكم والحكم في الوقت نفسه.
على خلفية دورها في أعمال اللجنة، قضت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية في تونس بالسجن لمدة 4 شهور بحق النائية فاطمة المسدي على خلفية شكاية تقدم بها ضدها الإطار الأمني السابق، عبدالكريم العبيدي،
كما التقت معدة التحقيق مع عصام الدردوري، رئيس منظمة الأمن والمواطنة، ويقول: هناك دور كبير قام بها وزير عدل حكومة الترويكا والقيادي بحركة النهضة، نور الدين البحيري، في هذا الإطار.
أضاف: البحيري ومن خلال علاقته المباشرة بالسماح لعدد من دعاة الدخول للفضاءات المغلقة مثل الإصلاحات والسجون التونسية ودمج الشباب من خلال إدماج السجناء إرهاب مع سجناء الحقل العام وما خلفه هذا الإطار.