أعرب خبراء الأمم المتحدة عن القلق الشديد من مخاوف وصفوها بـ«الجدية» بشأن حملات العنف التي تقودها السلطات الإيرانية أمام الاحتجاجات التي عمت بعض المدن خلال الأيام الماضية.
وشهدت عدة مدن إيرانية احتجاجات حاشدة، على وقع الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتردية في البلاد، قابلها قوات الأمن بحملات من العنف والقمع، حسب «العربية».
وحذر خبراء الأمم المتحدة، في بيان نُشر، اليوم الأربعاء، من استخدام القوة المفرطة بحق المحتجين، معتبرين أن «أعمال التصعيد التي تقوم بها الحكومة الإيرانية من اعتقالات تعسفية للمعلمين والمدافعين عن حقوق العمال والنقابيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من الفاعلين، ما هي إلا انتهاكات جسيمة».
وأتت هذه التطورات تزامناً مع الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدن إيرانية كثيرة، حيث خرج التجار احتجاجا على ارتفاع الضرائب، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع الضرائب المفروضة على القطاع الخاص.
ولم يكن حال المعلمين أفضل، فعلى مدى الأشهر الماضية خرجت العديد من المسيرات لمعلمين يطالبون برفع أجورهم، أو تثبيتهم، وتحسين أوضاعهم، إلى جانب عمال في قطاعات متنوعة.
وتعيش إيران أزمة اقتصادية مزمنة، انعكست في ارتفاع كبير في الأسعار والضرائب؛ حيث سجل سعر الدولار ارتفاعًا ملحوظًا، ووصل إلى رقم قياسي تاريخي، بلغ 33 ألف تومان، يوم الأحد.
أما العملة الإيرانية ففقدت 25% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، منذ بداية السنة الهجرية الشمسية الإيرانية (تبدأ في 21 مارس).
فيما بلغ معدل التضخم الرسمي في البلاد نحو 40%، بينما تجاوز 50% في بعض التقديرات. ويعيش أكثر من نصف السكان، البالغ عددهم 82 مليون نسمة، تحت خط الفقر.