تزامنًا مع زيارة أمير قطر، تميم بن حمد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب، حذرت تقارير أمريكية من أن التساهل مع الدور القطري المنطوي على دعم الإرهاب وتأجيج التمرد في البلدان العربية، قد زاد من فرص الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن النظام القطري يحتضن أشد المعادين للغرب، ويأوي المتطرفين الذي يثيرون الفوضى في كافة أرجاء العالم.
وأبرز موقع «ديلي واير» عبر مقال للكاتب جوردن شاشتيل المتخصص في الشؤون الخارجية، خطورة الدور القطري في المنطقة، مشيرًا إلى أن «الرئيس ترامب إذا أراد التعرف بشكل أعمق على قطر وأميرها وسياساتها الخارجية بأوضح طريقة ممكنة، فعليه التعرف على أقرب مستشار لتميم».
وأشار شاشتيل في مقاله إلى أن «يوسف القرضاوي، المعروف بأنه القائد الروحي لتنظيم الإخوان الإرهابي يستمد شهرته من فتاويه التي تحرض على العنف»، واصفًا أن القرضاوي الذي يحمل الجنسية القطرية بأنه «مفتي الكراهية الذي يبرر أي شيء استجابة لتوجيهات العائلة المالكة في الدوحة».
واستشهد الكاتب بالفعالية التي أقامتها قطر في شهر رمضان الماضي، إذ ظهر القرضاوي يجلس بجوار تميم ويتبادل معه الأحاديث الودية، في لقطات بثها التليفزيون الرسمي.
وفي هذا السياق، أبرزت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية صلة تنظيم الإخوان، وزعيمها الروحي بتنظيم «داعش» الإرهابي. ففي مقابلة أجراها عام 2013، كشف القرضاوي أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي كان عضوًا في فرع جماعة الإخوان بالعراق في شبابه، ومضى يقول إن قادة «داعش» غرروا به بعد خروجه من السجن، وضموا إليهم مجموعة من الشباب القطري ومن دول أخرى.
وأوضحت أن القرضاوي «دعا صراحة لشن هجمات انتحارية ضد الغرب. وأصدر فتاوى تحرض على قتل الإسرائيليات الحوامل».
ولفت تقرير «فورين بوليسي» إلى أن انخراط قطر في التعاون ودعم جماعة الإخوان الإرهابية يتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط؛ ففي الداخل، يتخلل نفوذ الإخوان الأداة الإعلامية الأكبر في قطر؛ شبكة قنوات الجزيرة، التي وفرة منذ فترة طويلة منصة دعائية لقادة الإخوان وزعماء الإرهاب مثل القرضاوي.
وخلال حرب العراق الثانية، بثت «الجزيرة» مرارًا وتكرارًا مقاطع فيديو لزعماء تنظيم القاعدة وهم يدعون إلى العنف ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وفي العام الماضي، بثت الشبكة تأبينًا لعمر عبد الرحمن، الذي كان قائدًا للجماعة الإسلامية، وهي جماعة إرهابية في مصر مسؤولة عن مئات القتلى، بما في ذلك مذبحة الأقصر الشهيرة عام 1997.
وحذّر التقرير الإدارة الأمريكية من أن الفكر السياسي لجماعة الإخوان، يهدف على المدى الطويل إلى بناء مجتمع خال من النفوذ الغربي، وهو أمر ستكون آثاره «مدمرة» لموقف الولايات المتحدة ومكانتها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وختم التقرير بدعوة قطر إلى إنهاء دعمها لجماعة الإخوان، والنأي بنفسها عن إيران وحزب الله. وشدد على أن تحقيق هذه الأمور لن يتم دون ضغط مكثف من الجيران الإقليميين، مثل المقاطعة التي فرضها الرباعي العربي (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر).
كما دعا الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب إلى عدم الإضرار بمكانة الحلفاء العرب الرئيسيين، وممارسة المزيد من الضغط على الدوحة لإعادتها إلى المسار الصحيح.