أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون، أن القصف التركي على قواتهم في شمال شرق سوريا كان متعمدًا، مشددين على أن السلطات في أنقرة لديها طموحات توسعية في سوريا أكثر مما تعلنه.
وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»: تعرف القوات التركية، التي أطلقت عدة قذائف مدفعية بالقرب من موقع للعمليات الخاصة الأمريكية شمال شرقي سوريا يوم الجمعة، منذ أشهر، أن الأمريكيين كانوا هناك، وفقاً لما ذكره أربعة مسؤولين أمريكيين، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا تحاول دفع القوات الأمريكية بعيداً عن الحدود.
وأضاف التقرير، أن الحادث وقع في قاعدة على قمة تلة مطلة على بلدة كوباني، أثناء استمرار تركيا في عمليتها التي شنتها الثلاثاء ضد الأكراد، حلفاء الولايات المتحدة منذ سنوات في حملتها ضد «داعش»، مشيرًا إلى أن «التوغل التركي ركز على منطقة تبعد 60 ميلاً إلى الغرب من كوباني، لكن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن تركيا لديها تطلعات طويلة الأمد؛ من أجل السيطرة على مساحة أكبر بكثير من جنوب سوريا».
وقال أحد ضباط الجيش المتواجد شمال شرق سوريا، إن عدة قذائف من عيار 155 ملم أطلقت من الجانب التركي من الحدود، وكان لها تأثير واضح؛ إذ سقطت على جانبي المركز الأمريكي، مؤكدًا أن تركيا تعرف أن هناك أمريكيين على التل وأن العملية كانت متعمدة، مضيفًا أنه «على الفور أخلت القوات الأمريكية الموقع بعد الحادث»؛ لكنهم عادوا أمس السبت، وفقاً لمسؤول أمريكي وصور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع الضابط قائلاً: لقد كنا هناك منذ أشهر، وهو الموقف الأكثر وضوحاً في هذه المنطقة بأكملها.
وأثار بريت مكغورك، المبعوث الخاص السابق لكل من إدارتي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترمب في الحملة ضد «داعش»، مخاوف بشأن الحادث يوم الجمعة، قائلاً لم يكن هذا خطأ، قائلاً: تركيا تريدنا أن نبتعد عن المنطقة الحدودية بأكملها على عمق 30 كيلومتراً.. وبناءً على كل الحقائق المتاحة، كانت هذه طلقات تحذيرية على موقع معروف، وليس قذائف غير مقصودة.
وأكد المسؤولون الأمريكيون يوم السبت، أن إطلاق النار توقف بعد الاتصالات بين الأتراك والقوات الأمريكية.
وذكر كل من وزير الدفاع، مارك إسبر، والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين، الجمعة، أن الأمريكيين لن يتخلوا عن الأكراد، لكنهما اعترفا بأن البنتاجون سحب القوات من تل أبيض ورأس العين، رداً على توغل تركيا بين البلدتين الحدوديتين.