وضعت الجهات الرقابية والأمنية بدولة الكويت 4 شركات حديثة العهد متخصصة في بيع العطور تحت المجهر؛ للاشتباه في تورطهم بعمليات مشبوهة مع بعض مشاهير السوشيال ميديا وغيرهم.
ووفق ما ذكرت صحيفة «القبس» الكويتية، نقلًا عن مصادر، فإنَّ تلك الشركات يُشتبه في استخدامها أنشطتها غطاء لعمليات غسل أموال على نطاق واسع لتنظيف مبالغ متحصّلة من بيع المخدرات والخمور، وربما أشياء أخرى.
وأشارت المصادر إلى أنَّ توسعات هذه الشركات وافتتاحها فروع عديدة محليًا وإقليميًا وعالميًا وتعاقدها مع مشاهير بمبالغ مليونية للترويج لمنتجاتها؛ أثار حفيظة الجهات الأمنية والرقابية؛ إذ لا تتناسب السلع المروَّج لها وحجم الأفرع التي تمتلكها وتعاقداتها الإعلانية العالية الكلفة مع حجم المردود المالي المتوقع من مبيعاتها.
وقالت مصادر، إنَّ الجهات الأمنية فجّرت معلومات، حول رصد عدم مطابقة الواردات الجمركية للشركات المشبوهة مع حجم مبيعاتها، وستعكف الجهات الأمنية على فتح تحقيق موسَّع في سجلات «الجمارك»؛ لمطابقة حجم التزوير في الفواتير المشبوهة مع الواردات الجمركية. تزييف فواتير كشفت مصادر أنَّ إحدى الشركات استغلّت معرض العطور السنوي لإيداع مبالغ مليونية كاش بفواتير وهمية، مؤكدة أهمية تعزيز ثقافة الفاتورة لدى العميل .
وأضافت المصادر، أنَّ الشركات الأربعة استخدموا «المشاهير» وتوسعوا بالمشاركة في المعارض لتبرير فواتير ومبيعات خيالية «مضروبة»، متسائلة: كيف لشركة أن تنفق مليون دينار مع وكالة إعلانية واحدة وأخرى تتعاقد مع «فاشنيستا» بـ500 ألف؟
وخلال السنوات الماضية، أصبح نشاط شركات العطور والبخور التي تدور حولها الشبهات مشبوهًا؛ بسبب الممارسات الدخيلة لبعضها، والتي تستخدم المشاهير للترويج، واحتمال ان تكون متورطة في عمليات غسل أموال أساءت لسمعة الكويت التجارية وباتت كالخنجر في خاصرة الاقتصاد الكويتي.
وتساءلت المصادر، هل كل شركات العطور لديها ترخيص من الهيئة العامة للصناعة، حيث إنَّ العطور التي تُروِّجها غالبية الشركات المشبوهة «رديئة» ومخلوطة من زيوت عطرية عادية، ومصدر موادها الأولية من الأسواق القديمة في العاصمة، وقد تصل تكلفة العطر الواحد الجاهز للبيع قيمة لا تتجاوز الدينارين، في حين يتم بيعه بعشرات الدنانير، وهنا يكمن السبب في اختيار مثل هذه السلع لعمليات غسل الأموال، بحيث تكون رخيصةً في صناعتها، ومن الممكن بيعها بقيمة كبيرة، والأهم من ذلك ترويجها على نطاق واسع وسهل جدًا.
وأضافت المصادر أنَّ هناك أشخاصًا ينخدعون في إعلانات المشاهير، خصوصًا في موضوع العطور والبخور؛ إذ يصور المشهور الذي يروّج لهذا النوع من السلع أن اقتناء هذا العطر أو «تولة البخور» تلك، شيء مكمل للشخصية، ويميز الشخص المقتني لها. وبيَّنت أنَّ بعض المشاهير يستخدمون التأثير النفسي بشكل جيد في إقناع متابعيهم بالشراء من السلع التي يروجون لها، مؤكدة أنَّ قيمة مشتريات الأشخاص العاديين الذين ينخدعون في إعلانات المشاهير تعتبر أحد الطرق الرئيسية التي يتذرع بها ممتهنو عمليات غسل الأموال في هذا النشاط، إذ كل فاتورة بيع شرعية يقابلها 5 فواتير مضروبة على الأقل.
وفي وقت سابق، أعلنت النيابة العامة الكويتية قرار بالتحفظ على أموال 10 من مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي ومنعهم من السفر بعد تلقيها تقريرًا من جهاز أمن الدولة حول مصدر أموال هؤلاء المشاهير ومدى شرعيتها.
وقالت معلومات، أمس الأربعاء: إنَّ الأجهزة الأمنية الكويتية، رصدت 23 مشهورًا سعوديًّا، على علاقة بملف «غسل أموال المشاهير» الذي تتابعه الأجهزة المعنية في الكويت ومجلس التعاون.