قال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إن هناك كثيرًا من الأسباب دفعته لاختيار الجنرال المتقاعد، لويد أوستن، لتولي حقيبة الدفاع، أهمها سماته الشخصية ومهاراته الدبلوماسية التي أظهرها أثناء عمله مع القوات الأمريكية في العراق، مؤكدًا أنه «الشخص المناسب في الوقت المناسب».
وأشار بايدن، في مقالة كتبها بمجلة «أتلانتيك» الأمريكية، إلى أن أوستن هو من أشرف على أكبر عملية لوجيستية للجيش الأمريكي منذ عقود، وهي الانسحاب من العراق، وهو من تولى القيادة المركزية الأمريكية إبان ظهور تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ووضع الخطة التي أدت في النهاية إلى القضاء على التنظيم وبناء تحالف من الشركاء ضم 70 دولة لمحاربته.
وخدم أوستن بالجيش الأمريكي لمدة 40 عامًا، أظهر خلالها مهارة استثنائية في مواجهة التحديات المختلفة، وهو سادس أمريكي من أصل إفريقي يحمل رتبة الأربع نجوم.
ويسرد الرئيس الأمريكي المنتخب تفاصيل لقاءه الأول بأوستن، في العراق، حينما توجه إلى هناك في زيارة بالعام 2010 نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما، حينها تولى الجنرال أوستن قيادة أولوية الأمن القومي، نيابة عن رئيس الولايات المتحدة.
وخلال خدمته بالعراق، أشاد بايدن بالعمل الذي أنجزه أوستن؛ حيث لعب دورًا حيويًا في إعادة القوات الأمريكية، وقوامها 150 ألف جندي، من مسرح الحرب هناك، كما أنه نجح في بناء علاقات دبلوماسية وثيقة ومع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال بايدن: «اليوم، أطلب من لويد أوستن من جديد أن يتولى المهمة من أجل الولايات المتحدة، ليكون وزير الدفاع. وأنا متأكد أنه سيقوم بعمل رائع».
ووصف بايدن مرشحه لحقيبة الدفاع بـ«الجندي والقائد الحقيقي»، وقال إنه كان الضابط الأمريكي الأول من أصل إفريقي يقود فيلقًا من الجيش في ساحات القتال، وأول من يقود مسرح حرب كاملة، كما أنه سيكون أول أمريكي من ذوي أصول أفريقية يقود وزارة الدفاع.
وقال: «قضيت معه ساعات لا تحصى سواء في أرض المعركة أو في البيت الأبيض. طلبت مشورته مرارًا، وشهدت على إدارته، وأُعجبت كثيرًا بهدوئه وشخصيته».
ورغم أن أوستن قدم استقالته من الجيش منذ أربعة أعوام فقط، وبموجب القانون الأمريكي يتعين أن تمر سبع سنوات على خروج مرشح وزارة الدفاع من الخدمة، إلا أن بايدن أعرب عن أمله أن يستثني الكونجرس حالة أوستن، بالنظر إلى التهديدات الشديدة والفورية التي تواجه الولايات المتحدة، على حد قوله.
وقال بايدن: «نقاط قوة أوستن العديدة، ومعرفته الحثيثة بوزارة الدفاع تنطبق بشكل فريد على التحديات والأزمات التي نقف أمامها. إنه الشخص المناسب الذي نحتاجه في هذه اللحظة».
وأوضح أن أهم التحديات التي ستواجه مرشحه لوزارة الدفاع هي وضع خطة استراتيجية مفصلة لضمان توزيع لقاح فيروس «كوفيد191» على نطاق واسع ومنصف، إضافة إلى ضمان خدمة وسلامة أعضاء الخدمة بالجيش الأمريكي المنهكين جراء عقدين كاملين من الحرب.
وفي نهاية المقال، قال بايدن: «اخترت لويد أوستن لأني أدرك جيدًا كيف يعمل تحت الضغط، وأعلم أنه سيبذل ما في وسعه للدفاع عن الشعب الأمريكي.. نحن بحاجة إلى قادة أمثال أوستن الذين يدركون أن الجيش هو أحد أدوات الأمن القومي.. نتشارك أنا وهو الالتزام نفسه بتعزيز الدبلوماسية والخبرات لقيادة السياسية الخارجية، واستخدام القوة فقط كخيار أخير».