ملامحه يسكنها الحزن، وعلى جسده الهزيل خارطة تكشف ألغام الغدر التي تعبث بوطنه، وعيناه تحكي قصة شعب يعاني الجوع والفقر، لأنه يعبر ببساطة عن معاناة اليمن، فهو كأبناء وطنه لم يعودوا سعداء.
وبحسب فيديو نشر على صفحة "مشروع مسام" عبر تويتر الطفل اليمني لقمان الرماح، لم يكن يعرف من الحياة سوى وجهها المرح، كان كغيره من الأطفال لا يعرف شرور الحياة، لكن ذلك أصبح دربا من دروب الماضي، بعدما قلبت الحرب حياته رأسًا على عقب.
فقد ساقته الحرب مع أسرته إلى ديار النزوح، بعدما تركوا بيوتهم وأراضيهم وذويهم، ليستقروا في خيام الشتات والمخيمات داخل أوطانهم في انتظار أن تنجلي غمة الانقلاب على أمل العودة لمنازلهم من جديد.
هناك كان لقمان يحلم مع ذويه أن تنفرج الأزمة ويعودوا إلى منابتهم التي تعز عليهم، لكن في مخيم النزوح حدثت مأساة لقمان الموجعة.
فتك برجليه لغم غادر على تخوم خيمة كان يسكنها مع أهله، حيث تحول المأوى إلى فخ مهلك، وبانفجار اللغم الغادر، خسر لقمان أطرافه السفلية وتطايرت خيمة نزوجه كما تطايرت أحلامه في العودة.
كما رحل وانهار العالم من حوله، ومن منذ هذه الواقعة نالت من هذا الطفل ضروب الآلام والأوجاع وبات كل شيء يعجزه وكل آماله محلقة جدا عنه على خلاف الأطفال في نفس سنه.
فالدراسة باتت مستحيلة بالنسبة له في ظل عجزه واللعب صار يتطلب معجزة والحركة غدت شقاء وتكلفا والطفولة أضحت ذكرى جميلة دفنت تحت أنقاض خيمة نزوحه الممزقة بفعل اللغم الغادر.. آلام عظيمة تكدست على ظهر هذا الطفل غض العود، وأحزان تمعن في جلده بقسوة، فكل ما يراه في نفسه وعلى جسده ومن حوله يحزنه، فهو لم يعد كما كان وربما لن يعود البتة حتى يرحل عن هذه الدنيا.
لقمان الطفل المكسور يحمل في صدره أملًا واحدًا يتوق إليه، مفاده الشفاء.. فلقمان يحلم بالتعافي من مصابه تمامًا، كما يحلم اليمن في الشفاء من كل ما دس له من آلام ومكائد، ليعود كما كان نظرا معطاء بلا ألغام.