كشفت صحيفة ألمانية عن تحركات أوروبية جديدة لإيجاد توافق مع واشنطن لتحجيم التسلح الايراني بطريقة تتجاوز الخلاف في الرؤى والأهداف بين الجانبين وتحقق الاتفاق على وسيلة ردع أوروبية مشتركة لتقييد الإمدادات العسكرية المنتظرة لطهران.
ووفق صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية، ينتظر رفع حظر التسليح المفروض علي طهران أكتوبر المقبل بموجب الاتفاق النووي الموقع معها في العام ٢٠١٥، والذي كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحب منه بشكل أحادي بعدها بثلاث سنوات.
والوسيلة الدبلوماسية الوحيدة التي ما زالت واشنطن تنتهجها لتحجيم الخطط التسليحية لطهران هي التهديد بفرض عقوبات كأداة قوية، لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى النتائج المرجوة، وفق الصحيفة الألمانية.
وتعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محقة بنهج مفاده أنه من الخطأ أن ينتهي حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر، فقد أثبت النظام الإيراني بما فيه الكفاية أنه يضع سياسته الإقليمية العدوانية والتوسعية فوق الاستقرار في المنطقة.
كما أن الميليشيات التي يسيطر عليها الحرس الثوري تقوض الحكومتين في العراق ولبنان، وترتكب جرائم حرب في سوريا، وتؤجج الحرب في اليمن ، وتهاجم السعودية والسفن في الخليج. حتى الأعمال الإرهابية على الأراضي الأوروبية هي من بين أساليب النظام الإيراني.
ومن نقاط الضعف في الاتفاق النووي أنه ربط بين رفع حظر السلاح وحل القضية النووية، على أمل في أن تغير طهران سلوكها تجاه التسوية مع الغرب، وهو ما لم يحدث.
ومن خلال تفعيل ما يسمى بآلية snapback في مجلس الأمن الدولي، سعى الرئيس الأمريكي إلى فرض العودة إلى العقوبات بعيدة المدى ضد طهران.
ويهدف ترامب من ذلك إلى تحقيق هدف مزدوج، ففي حال تشكيل حكومة محتملة في ظل الديمقراطيين يصعب العودة إلى المفاوضات مع إيران، أما في حالة ولاية ثانية له في منصبه سيكون ترامب قادرًا على إجبار الجميع على عقد صفقة جديدة وفقًا لأفكاره ورؤيته.
ويعارض الأوروبيون فكرة فرض العقوبات خشية استثارة طهران ومن ثم دفعها إلى إنتاج سلاح نووي، وهي النقطة التي ضربت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وترامب. فعمليًّا أصبحت القارة العجوز تناهض واشنطن علنًا بل وتقف في صف واحد مع الصين وروسيا في ما يتعلق بإيران.
غير أنه لا ضمانة لدى الأوروبيين علي جدية طهران في الالتزام، بل ان متشددي إيران يواصلون نغمة التخلي عن الاتفاق النووي.
وعليه تجري اتصالات بين باريس وبرلين ولندن لوضع نموذج ردع أوروبي عسكري في الأغلب بحيث يتم تقييد تصدير الأسلحة إلي طهران مستقبلًا، طالما أن بقت أصابعها ممدودة بالعبث في مناطق شتى من الشرق الأوسط.