أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنَّ حصار الحوثيين المستمر لمدينة تعز يُعد عقابًا جماعيًا وانتهاكًا متعدّد الأوجه للقوانين الدولية والإنسانية.
وذكر تقرير فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والذي تمَّ عرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن جماعة الحوثي، ومنذ طردها من قبل القوات الشرعية اليمنية من مدينة تعز في يوليو 2015، تحاول إضعاف المقاومة واستعادة السيطرة على المدينة، وفرضت عليها حصارًا وعقابًا جماعيًا لسكانها.
وأوضح التقرير أنَّ الحصار الذي فرضته جماعة الحوثيين أثّر بشكل كبير على تعز، وتسبب في انعدام السلع الغذائية والمياه وبندرة الأدوية وانعدام الخدمات الصحية وتراجع التعليم وغيرها من أشكال الحياة، قائلًا: استمرت المرحلة الأولى من حصار تعز، حتى مارس 2016؛ حيث كانت نقاط التفتيش التي سيطر عليها الحوثيون تغلق بشكل اعتباطيّ، كما تمّ في هذه النقاط إيقاف الناس لعدة ساعات، وتمّ تفتيشهم ومصادرة البضائع التي كانوا يحملونها بما فيها الخضراوات والمواد الغذائية الأخرى.
وأشار التقرير إلى معبر الدحي خاصةً، وهو معبر سيئ السمعة بسبب المعاملة القاسية لليمنيين التي حصلت هناك، وكان هذا المعبر نقطة العبور الرئيسية للمدنيين من وإلى مدينة تعز، وأجبر الناس على المشي لمسافات طويلة، تتراوح من 400 متر إلى أكثر من كيلومتر واحد، للوصول إليها.
ونقل فريق الخبراء شهادات عن النساء اللواتي يتعرضن للمضايقة، وعن أكياس الطعام التي تمزق أو يتم الدوس عليها، كما فحص فريق الخبراء لقطات تظهر رجالاً مسلحين يطاردون المدنيين عند نقطة التفتيش، ويقومون بضربهم عشوائيًا وإطلاق النار في الهواء. وشملت أساليب الحصار المبلغ عنها استخدام القناصة لإطلاق النار على المدنيين عند نقاط التفتيش، كما وثَّق التقرير حالات الاعتقالات التي حدثت بالقرب من نقاط التفتيش أو أثناء عبور المدنيين.
ونوَّه تقرير الخبراء، إلى أنَّ الحصار ليس الأسلوب الوحيد الذي استخدمه الحوثيون لإخضاع تعز ومحاولة استعادة السيطرة عليها؛ حيث فرضت الميليشيات قيودًا على العمل الإنساني والإغاثي، مشيرًا إلى أن الميليشيات لم تكتفِ بإعاقة دخول المساعدات إلى تعز بل حوّلت المساعدات عن مقاصدها، وقامت بالاستيلاء عليها، مما فاقم صعوبة عمل المنظمات الإنسانية التي تدير عمليات نائية في العديد من الحالات ولا تستطيع مراقبة ومتابعة التوزيعات بشكل صحيح أو رصد حالات تحويل أو سرقة إمدادات المساعدات.
وقال خبراء مجلس حقوق الإنسان: إنَّ الحصار كان له تأثير أكبر على المرضى؛ حيث قيدت عمليات وصولهم لتلقّي العلاج المتخصص كغسيل الكلى، كما تمّ تقييد الوصول إلى التعليم؛ حيث لم يتمكن الطلاب من الوصول إلى الجامعة داخل المدينة.