إيران تنفذ جريمة «المنطقة الخضراء».. ومصادر «عاجل» توضح «أدوات التنفيذ»

بعد فشلها في «تحييد بريطانيا» و«خداع واشنطن»
إيران تنفذ جريمة «المنطقة الخضراء».. ومصادر «عاجل» توضح «أدوات التنفيذ»
تم النشر في

شددت قوات «التحالف الدولي» في بغداد، اليوم الثلاثاء، على أنها تحتفظ بـ«حق الدفاع عن نفسها»، ولن نتسامح بخصوص أي هجوم على الأفراد والمنشآت الأمريكية، جاء ذلك بعد سقوط صاروخين أطلقا باتجاه «المنطقة الخضراء»، الحصينة بالعاصمة العراقية، بغداد.

وفيما قالت السلطات الأمنية العراقية إن الصاروخين لم يسفر -وفق تفاصيل أولية- عن وقوع خسائر مادية أو بشرية، فإن المنطقة الخضراء تضم سفارات أجنبية ومباني الحكومة العراقية، ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين، فقد أشارت مصادر إلى «دور إيراني».

وذكر بيان أمني عراقي أن «أحد الصاروخين انفجر داخل المنطقة الخضراء بينما سقط الآخر في نهر دجلة»، بينما ألقت الإدارة الأمريكية -وفق معلومات موثقة- باللوم على إيران في الهجمات التى استهدفت منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية يوم 14 سبتمبر الجاري.

وقال مصادر لـ«عاجل»: «إن إيران حاولت أولًا، تقديم تنازلات للحد من نتيجة جريمتها ضد أرامكو السعودية، التى دفعت واشنطن ودولًا أوروبية إلى التحرك من أجل الاتفاق على رد مناسب بعد الجريمة التى ارتكبها النظام الإيراني ضد أهم مصادر الإمدادات النفطية الدولية».

وفي سياق التنازلات التى قدمتها إيران في هذا الشأن -بحسب مصادر عاجل- مبادرتها، أمس الإثنين، إعلان إفراجها عن ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو، بعد احتجازها منذ 19 يوليو الماضي، لتخفيف الضغط الدولي على النظام.

وقالت المصادر إنَّ «لهجة التصعيد البريطانية، مؤخرًا، واستخدامها العين الحمراء في تهديد طهران مباشرة، دفعت طهران إلى التراجع؛ حيث اتهم رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، إيران بالمسؤولية عن الهجمات التي تعرَّضت لها شركة أرامكو.

وقال جونسون: «إنَّ بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لتحديد رد مشترك»، وأنه من المرجَّح جدًا حقًا أن تكون إيران مسؤولة فعلًا.. سنعمل مع أصدقائنا الأمريكيين والأوروبيين لوضع رد يحاول وقف تصعيد التوترات في منطقة الخليج».

وعندما لم تفلح هذه الخطوة – فضلًا عن اللهجة الحمائمية التي تبناها الوفد الإيراني، بقيادة الرئيس حسن روحاني، خلال وجوده في نيويورك، على هامش الاجتماعات المرتقبة للأمم المتحدة- لجأت واشنطن، وفق مصادر «عاجل»، لخطوة درامية، ممثلة في جريمة المنطقة الخضراء، ببغداد.

وتستعين ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وطليعتها في دعم الإرهاب «فيلق القدس» بالعديد من الميليشيات التى تدربها وتؤهلها في الجوار العربي -حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في قطاع غزة- والأهم ميليشيات الحشد في العراق لتنفيذ مثل هذه العمليات.

ويجرى تخريج الكوادر الإرهابية التى تتولى لاحقًا مهام القيادة والسيطرة، وقيادات الصف الأول، التى يجرى اختيارها، وفق معايير غاية في التعقيد، وتتم هذه التدريبات وعمليات التأهيل في معسكرات إيرانية متعددة.

ويتصدر هذه المعسكرات: «أمير المؤمنين.. قاعدة الإمام على العسكرية.. قاعدة باهنر، على أطراف العاصمة طهران»، ويشرف على التدريبات المتخصصة (التى تتلقاها العناصر المستهدفة بتنفيذ عمليات إرهابية لصالح طهران) مستشارون عسكريون وأمنيون إيرانيون.

وتقوم القيادات الميدانية التى تتولى عملية التدريب (وهم في الغالب من نخبة الحرس الثوري) بتأهيل العناصر التابعة للميليشيات العاملة في المنطقة العربية على حرب العصابات وقتال الشوارع، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعمليات التفجير والاغتيالات.

وتحول الدور الخطير الذى تقوم به إيران في دعم وتدريب الميليشيات المسلحة إلى مشروع للنظام الحاكم في طهران منذ ثورة الخميني العام 1979، فيما تتولى قوات الحرس الثوري تنفيذه، بحكم أنها تتصدر طليعة المؤسسات العسكرية والأمنية في إيران.

وتتولى قوات الحرس الثوري تدريب العناصر الإرهابية عبر معسكراتها على صناعة العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية وتدريبات متخصصة على الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات من دون طيار.

كما يجرى تدريب العناصر المستهدفة على الأنشطة البحرية والمظلات وأمن كبار الشخصيات، مع توفير الدعم والتمويل اللازم في هذا الشأن، وتولى تدريب وتشكيل وتجنيد المجموعات الإرهابية، التي يجرى استغلالها في تنفيذ أجندة إيران الدموية.

وقد كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (التابع لمنظمة مجاهدي خلق) عن مراكز التدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس الإيراني (تحت إشراف مباشر) من قوات فيلق قدس، بما لهذا الملف الساخن من نتائج كارثية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا وأفغانستان وإفريقيا.

وتوضح معلومات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن معسكرات وقواعد التدريب التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، التي تتولى تدريب الإرهابيين والميليشيات المسلحة، تنتشر ما بين معسكرات «الإمام علي» في شمال طهران، و«أمير المؤمنين» في كرج غرب طهران.

كما يوجد في «مرصاد» شيراز أحد أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب، وهناك مديرية تدريب فيلق القدس في ثكنة «إمام علي»، في الكيلو 20 في أوتوستراد طهران؛ حيث توجد في الموقع عدة ثكنات للحرس الثوري، وهناك قسم آخر (ثكنة مصطفى خميني) المتخصصة في الدعم اللوجستي.

أيضا، هناك نحو 14 مركزًا للتدريب تابعة للمديرية، التى يديرها شخص مقرب من قاسم سليماني، وفي المديرية المذكورة يتم التدريب على مرحلتين: (45 يومًا، لتأهيل العناصر المختارة على تنفيذ المهمات العسكرية القريبة من أنشطة قوات التعبئة البسيج).

وهناك مرحلة أخرى متخصصة، تصل مدتها إلى 12 شهرًا، تتلقى فيها العناصر تدريبات عسكرية ودورات متخصصة، قبل إلحاقهم بقوات فيلق القدس بشكل دائم، وتكون هذه التدريبات عبر وحدات منفصلة وسرية، يتم تأهيلها على تنفيذ الأعمال الإرهابية، وتوزيعهم لاحقًا على الدول المستهدفة.

وتمتد خريطة الاستهداف التى تتبناها قوات الحرس الثوري من الخليج إلى آسيا، كما تشمل إفريقيا والغرب (الأوروبي - الأمريكي) خاصة العناصر المكلفة بتنفيذ عمليات نوعية؛ حيث يتلقون تدريبات شديدة التخصص، وبعضهم قد يكون من أبناء الدول المستهدفة.

ويتبع فيلق القدس (المعني بتنفيذ استراتيجية النظام الإيراني العسكرية خارج الحدود) العديد من مراكز التدريب الأخرى (مركز لوشان الخاصة للتدريبات الخاصة.. كلية الإمام على بمنطقة تجريش للدراسات النظرية.. مركز بادينده بورامين المعني بتدريبات في المدن).

كما يتبعه «مركز آمل - مخيم مالك اشتر - المتخصص في تأهيل العناصر المقاتلة على العيش في الظروف الصعبة، وحرب العصابات.. مركز سمنان، الخاص بتدريب الوحدات الصاروخية.. مركز مشهد المخصص لتدريب المرتزقة من أفغانستان.. مركز بازوكي، الذى يقوم بتدريب العناصر المقاتلة في سوريا. مركز مدينة عبادان للتدريبات البحرية، والغوص.. محور جزيرة قشم.. ثكنة شهريار».

وقدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، معلومات ووثائق، للعواصم الرئيسة في العالم، عن المعسكرات الخاصة بفيلق قوات القدس، التي تتولى تدريب عناصر الميليشيات الإرهابية، التي تكلف بتنفيذ عمليات عسكرية موسعة، وأخرى نوعية في دول العالم.

وتشمل القائمة سوريا والعراق واليمن ولبنان، وشمال إفريقيا، وأمريكا الجنوبية (فنزويلا وأوروجواي وباراجواي وبوليفيا)، وأن المئات من المقاتلين من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان يتلقون تدريبات عسكرية في إيران ضمن برنامج سري، ثم يعودون إلى بلدانهم؛ لإشعال الصراعات.

وفي العراق، فإن أغلب الميليشيات الطائفية هناك مرتبطة بالحرس الثوري، وتتلقى منه الدعم والتسليح والتدريب، وعلاقة ميليشيات «حزب الله» والحوثيين لا تحتاج دليلًا، وفي إفريقيا هناك معسكرات تدريبات تابعة للحرس الثوري قرب ميناء «عصب» وجزيرة «دهلك» المطلة على البحر الأحمر.

وهناك معسكرات الحرس الثوري الإيراني حتى مقاطعة الواهيرا المنطقة الحدودية النائية بين فنزويلا وكولومبيا؛ حيث تركز الدورات العسكرية على طرق تصنيع المتفجرات والتفخيخ والاغتيالات وخطف الرهائن ونقلهم من موقع إلى آخر، وكذلك التدريب على استهداف السفارات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa