قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، إن محكمة محلية في أنقرة وضعت الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، في ورطة، على إثر قرارها المفاجئ بالإفراج عن المعارض والسياسي الكردي البارز، صلاح الدين دميرتاش، وذلك قبيل أيام قليلة من بتّ محكمة عدلية أوروبية في ملف احتجازه من قبل السلطات الأمنية في تركيا.
وينتظر أن تعقد الغرفة العليا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان جلسة خاصة في 18 سبتمبر الجاري للبحث في الاحتجاز التعسفي للسياسي الكردي، ويرى فريق دفاعه أن حكم المحكمة المحلية سيقويّ من مركزه القانوني، وسيزيد من الضغط على أردوغان دوليًّا.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دعت تركيا مطلع العام الجاري، لوضع حد لاحتجاز زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، والذي يتهمه أردوغان بأنه أحد الواجهات السياسية لحزب العمل الكردستاني المسلح المصنف من قبل أنقرة باعتباره تنظيمًا إرهابيًّا.
وخاطبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أنقرة آنذاك بضرورة الإفراج عن دميرتاش «في أقرب وقت ممكن»، غير أن الأولى تجاهلت الأمر برمّته، بينما أعلن أردوغان وسط أنصاره بتحدٍّ اعتيادي من جانبه، على حد وصف «شبيجل»، أن قرار الهيئة القضائية الدولية غير ملزم لبلاده.
وتحتجز السلطات التركية السياسي الكري منذ نوفمبر 2016، وتطارده باتهامات على شاكلة «إهانة الرئيس»، و«إهانة الدولة»، و«دعم الإرهاب وممارسته»، حيث ينتظر أن يلاحق بأكثر من 140 عامًا سجنًا في حال إدانته أو تثبيت الاتهامات عليه.
ورغم قرار المحكمة التركية الأخير بالإفراج عن دميرتاش، إلا أنه ظلّ محتجزًا على خلفية صدور حكم سابق في حقه قبل أسابيع قليلة بتهمة «الدعاية الإرهابية»، شمل عقوبة السجن 4 أربع سنوات و8 أشهر.
وصعد نجم دميرتاش بشدة خلال السنوات القليلة الماضية، وبات يمثل خطرًا داهمًا على أردوغان لاتساع قاعدة أنصاره لتشمل مئات الآلاف من غير الأكراد.
وكان دميرتاش قد قرر منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسة الماضية التي جرت العام 2018 من داخل محبسه، في إجراء رمزي يعكس إصراره على مواصلة النضال حتى ولو كان معتقلًا.
واتهم الزعيم السياسي الكردي أردوغان مرارًا، بأنه يخشاه، وأن صوته وكلماته واستراتيجيته السياسية تفزعه حتى رغم كونه مطاردًا ومسجونًا على طول الخط، لافتًا إلى أن الرئيس التركي سيعمل كل ما بوسعه ليصل به إلى محطة الإعدام.
وسخر دميرتاس من أردوغان ذات مرة، وكتب وهو في السجن على حاسبه الشخصي في تويتر عبر أحد محاميه قائلًا: «هو (أردوغان) خائف من ظلي، ولهذا بنى لنفسه قصرًا ضخمًا ويتجول مع طاقم من الحراس الشخصيين».