قال المحلل السياسي السوري، حسام طالب، إن الوضع الأمني في سوريا تغير بشكل لافت خلال الست سنوات الاخيرة، مشيرًا إلى أن التواجد الروسي أسهم في دحر الإرهابيين، خصوصًا تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدًا أن هذا التواجد تم بموافقة الحكومة السورية الشرعية.
وتابع في تصريحات صحفية أن وزارة الدفاع الروسية أن العمليات العسكرية في سوريا تستهدف تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة.
وأضاف أن موسكو التزمت بالقانون الدولي، حيث إنها قامت بالتنسيق مع الحكومة السورية بشأن العمليات العسكرية في البلاد.
وأشار إلى أن التدخل الروسي أحدث تغييرات على الأرض السورية على الصعيد العسكري، والاقتصادي، مشيدًا بالدور الذي لعبته قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر دوراً كبيراً في هذا التغيير؛ حيث كانت تسعى إلى تحرير المناطق السكنية وحقول النفط من فلول الإرهابيين الذين كانوا يعيثون فساداً، ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية، ويسرقون موارد الشعب السوري لبيعها للدول المعادية بملايين الدولارات.
وتابع أنه على سبيل المثال كان لقوات الشركة العسكرية الخاصة دوراً كبيراً في تحرير مدينة تدمر الأثرية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. حيث وفرت الدعم العسكري لقوات الجيش السوري، بالإضافة إلى تفكيك المفخخات والعبوات الناسفة التي خلفها التنظيم الإرهابي في المباني والشوارع والساحات العامة.
وأكد أن تحرير مدينة تدمر والسيطرة عليها، ضيّق الخناق على الإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم، وقد تم تكبيد تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالعديد والعتاد. وتعتبر تدمر الأثرية من أهم المعالم الأثرية للحضارة الرومانية والآشورية في سوريا، وهي مدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونيسكو.
ونوه إلى أن العناصر الروسية تتمتع بالتدريب العسكري المكثف تحت يد خبراء عسكريين، وقد بينت النتائج على أرض الواقع أن هذه القوات لديها خبرة واسعة في حروب الشوارع والمدن وحماية آبار النفط. بالإضافة إلى عتادها وسلاحها المتطور الذي بدوره يؤمن كل المتطلبات لصد أي عدوان محتمل.
وقال إن الآبار النفطية في شمال شرق سوريا كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وقد عانى الشعب السوري من نقص كبير في الموارد النفطية بعد خروج المناطق النفطية من سيطرة الدولة السورية. وبعملية دقيقة وحرفية عالية قامت قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر، بإعادة حقول وآبار النفط إلى الحكومة السورية وطرد تنظيم داعش الإرهابي منها، وقامت بحمايتها وصد أي عدوان من قبل الإرهابيين عليها.
وأكد أن الدور الروسي الذي ينتقد البعض تلعبه موسكو في مناطق مختلفة من العالم؛ حيث تشارك في تدريب الجيوش الوطنية في جميع أنحاء القارة الأفريقية للوقوف في وجه الإرهاب وصد هجمات المتمردين، والعمل على إحباط خطط المتمردين من عصابات وقطاع الطرق الذين يخرجون من الأدغال على دراجات نارية لإطلاق النار على السكان المحليين ونهب مراكز الشرطة وخلق الفوضى من خلال التدمير والحرق والقتل واغتصاب النساء.
وأضاف: "كان للشركة العسكرية الخاصة فاغنر دور القضاء على الإرهاب سوريا وإفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى المحافظة على مؤسسات الدولة الشرعية من وقوعها بأيدي متطرفين ومتمردين، حيث إنه لولا هذه المساعدات لكان أدى إلى انهيار الدولة في هذه البلدان إلى حروب أهلية، وتحولها إلى بؤر إرهاب، تمثل تهديداً لمواطنيها وبلدان الجوار".