بينما لا يزال ملايين الأتراك يلملمون جراحهم في 11 محافظة ضربها الزلزال المدمر قبل أقل من شهر، والذي خلف عشرات آلاف القتلى والجرحى وملايين المشردين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستقام في موعدها المقرر في 14 مايو المقبل.
أردوغان ظهر قبل يومين في إحدى المناطق المتضررة ليطلب "الصفح" من شعبه بسبب تأخر أعمال الإنقاذ بعد وقوع الزلزال، الأمر الذي تسبب في ضياع فرصة إنقاذ حياة الآلاف قبل أن يلقوا حتفهم محاصرين تحت أنقاض المباني جراء الزلزال، وسط سيل من الانتقادات التي طالته وحزبه ذي النزعة الإسلامية "العدالة والتنمية"، بسبب بطء التعامل مع الأزمة التي شهدتها البلاد، لتكشف عن تقصير في قطاعات كبيرة من مؤسسات الدولة، ما قد يقلّل حظوظه في الفوز بالانتخابات الرئاسية المزمعة، بحسب مراقبين.
خمسة أحزاب من بين ستة معارضة أعلنت اتفاقها على الدفع بزعيم المعارضة السياسي البارز كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي طالما عارض سياسات "حزب أردوغان"، ودائمًا ما يرى ضرورة انحياز تركيا إلى جانب السلام والمصالحة، وفي مقدمتها تحسين العلاقات مع سوريا والشرق الأوسط.
يبدو أن أحزاب المعارضة التركية ستنافس أردوغان بقوة في الانتخابات الرئاسية، من خلال مرشحها كمال أوغلو؛ حيث أكد المتحدث باسم حزب «الجيد» المعارض، كورشاد زورلو، خلال اجتماع مع أحزاب معارضة أخرى، أنه «رغم كارثة الزلزال سيمضي أردوغان وحزبه في طريق عقد الانتخابات، فالقواعد محددة بوضوح في الدستور، ونحن نعلم أن الرئيس أردوغان سيصدر بيانًا يحدد فيه موعد الانتخابات في 14 مايوالمقبل، حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإن 18 يونيو هو الموعد الأصلي المحدد للانتخابات، ونحن مستعدون للانتخابات في أي موعد منهما».
اجتماع أحزاب المعارضة الستة ناقش مسألة ترشيح كليتشدار أوغلو، وتم التوافق على الدفع به في الانتخابات ودعمه.
رئيس حزب «السعادة»، تمل كارامولا أوغلو، قال إن الاجتماع ناقش 3 أسماء، هم كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والثلاثة من حزب «الشعب الجمهوري»، مشيرًا إلى أنه تم التوافق على اسم كليتشدار أوغلو، باعتباره الأبرز بينهم.
مصادر من حزب «العدالة والتنمية» أكدت أن أردوغان متمسك بقرار إجراء الانتخابات في 14 مايو، كما أُعلن من قبلُ، معولا على الجهود التي بُذلت في تقديم المساعدات، والعمل على مداواة جروح المتضررين من كارثة الزلزال، والبدء العاجل في بناء المساكن بالولايات الـ11 المنكوبة، لتعزيز فرصه في الانتخابات الرئاسية، وفرص «تحالف الشعب» المؤلف من حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، الذي يرأسه دولت بهشلي، في الانتخابات البرلمانية، لكن مراقبين أكدوا أن شعبية أردوغان تأثرت سلبًا في خضم هذه الأزمة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشردين الذين فقدوا البيت والأهل.
ويرى مراقبون أن تداعيات الزلزال قد تهدد مستقبل أردوغان السياسي، مشيرين إلى أن الأضرار المادية وتحديات إعادة الإعمار وتحول الملايين في تركيا إلى لاجئين دون مأوى، بالإضافة إلى الأصوات التي خرجت احتجاجاً على تأخر وصول فرق الإنقاذ والطوارئ إلى بعض المناطق، كانت جميعها مؤشرات لما ينتظر الرئيس التركي من تحديات في حملته الانتخابية.
وتوقع مراقبون، أن يطيح زلزال 2023، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخاصة أن بعض الأتراك في أحد أكثر المناطق تضررا من الزلزال عبروا عن إحباطهم من طريقة تعامل الدولة مع الكارثة التي قالوا إن تأثيرها كان سلبيا على آراء الناس في الحكومة.