قوات روسية (أرشيفية)
دخلت الأزمة الأوكرانية منعطفًا جديدًا، بعد تطوراتها المتسارعة، وسط تحذيرات من احتمالية سقوط العاصمة كييف في قبضة القوات الروسية خلال الساعات المقبلة.
وحذر الجيش الأوكراني، من أن القوات الروسية قد تدخل "فورزيل" في كييف وبعض المناطق المحيطة، مشيرًا إلى أن القوات الروسية استولت على عربتين للجيش الأوكراني تنتقلان إلى وسط مدينة كييف.
وفجر الجيش الأوكراني جسرا بالقرب من كييف لمنع تقدم القوات الروسية، كاشفًا عن معارك تجري شمال العاصمة كييف.
فيما كشفت تقارير صحفية، عن أن هناك تشديدات أمنية كبيرة اتخذها الجيش الروسي على مداخل العاصمة الأوكرانية.
يأتي ذلك، فيما اتهمت أوكرانيا، الدول الغربية بتركها وحيدة تدافع ضد التوغل الروسي، مشيرة إلى أن العالم بات يشاهد من بعيد، دون محاولات للتدخل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسك، إن القوات الأوكرانية تفعل ما بوسعها للدفاع عن البلاد، مشيرًا إلى أنه موجود في أوكرانيا بالقرب من شعبه.
وأكد الرئيس الأوكراني، أن بلاده بقيت وحيدة والعالم يشاهد ما يحدث من بعيد، مشيرًا إلى أن الروس قصفوا أحياء مدنية وهذا يذكرنا بـ"الهجوم" النازي عام 1941.
وفيما قال الرئيس الأوكراني الرئيس الأوكراني: جميع عناصر القوات المدافعة عن "جزيرة زمييني" لقوا حتفهم، طالب بضرورة دفع روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تصريحات الرئيس الأوكراني، تزامنت مع تصريحات لوزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، والتي قالت فيها، إنه لا أحد في أوروبا ولا الولايات المتحدة يريد الدخول في حرب مع روسيا، مؤكدة: سنتخذ قرارنا بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا قريبا جدا.
وهو ما أكده رئيس الاستخبارات البولندية، قائلا، إنه لا يوجد حديث أو بحث بشأن إرسال قوات الناتو أو قوات بولندية إلى أوكرانيا.
ذلك الموقف الأوربي، دفع السفير الأوكراني لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، لاتهام الحكومة الألمانية بـ "البرود واللامبالاة" بعد الهجوم الروسي على بلاده.
وقال ميلنيك في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): "كل طلب لمساعدتنا الآن تم رفضه بكل بساطة. هذا محزن للغاية. لا أستطيع أن أفهم: كيف يمكنك أن تظل قاسي القلب وعنيدا".
وذكر ميلنيك أن "بعض الوزراء" استقبلوه أمس الخميس وطلب منهم معدات عسكرية ووقودا لجيش بلاده، وأضاف: "كان الجواب: في تقديرنا، قد يكون أمامكم، أيها الأوكرانيون، بضع ساعات. لن يكون من المجدي الآن مساعدتكم على الإطلاق"، وقال: "هذه السياسة، هذا التردد، تركنا كأضاحي نُذبح".
كما انتقد ميلنيك معارضة ألمانيا فرض عقوبات كبرى ضد روسيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي، كالاستبعاد من نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) وفرض حظر على واردات النفط والغاز والفحم من روسيا، وقال إن الحكومة الألمانية تريد الانتظار، وسأل: "تنتظر ماذا؟ أن يموت عشرات ومئات الآلاف من الأوكرانيين أمام أعينها؟".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد قال قبل قمة الاتحاد الأوروبي إنه لا يريد في الوقت الحالي استنفاد جميع خيارات العقوبات ضد روسيا، مضيفا أنه يجب التمسك " بكل شيء آخر تحسبا لموقف تكون فيه هناك ضرورة للقيام بأشياء أخرى"، لكنه لم يوضح ما هو هذا الموقف.
وترفض الحكومة الألمانية تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة، مبررة ذلك بعدم سماحها من حيث المبدأ بتوريد أسلحة إلى مناطق أزمات. وبدلا من ذلك، تشير الحكومة الألمانية إلى أنها دعمت أوكرانيا بما يقرب من ملياري يورو منذ بداية الصراع عام 2014. وقدمت أوكرانيا قائمة بالأسلحة التي تقل عن عتبة الأسلحة الفتاكة إلى الحكومة الألمانية، وشملت، على سبيل المثال، أجهزة رؤية ليلية، وأجهزة تحديد مواقع ومعدات إزالة الألغام. ولا تزال هذه القائمة قيد المراجعة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إسقاط 5 طائرات مقاتلة ومروحية واحدة و5 طائرات مسيرة خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، تدمير 18 دبابة ومدرعة و7 قاذفات صواريخ و41 وحدة آلية خلال العلميات العسكرية في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن مستوى الإشعاع في محطة طاقة تشيرنوبيل طبيعي، مؤكدة أنها ستنشر أفرادا من الشرطة للمساعدة في حراسة محطة "شيرنوبيل" للطاقة.
