أكد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، براين هوك، اليوم الخميس، أن عقوبات الولايات المتحدة على إيران تسببت في انهيار تام لقطاع النفط فيها، مشيرًا إلى أن العقوبات كانت بسبب سلوك طهران المزعزع في المنطقة.
وقال هوك في حديث لـ«العربية»، إن إيران استهدفت السعودية من الشمال، ما تستهدفها من الجنوب عبر الحوثيين، موضحًا أن بلاده ضاعفت عدد القوات الأمريكية في السعودية بعد استهداف منشآت أرامكو.
وقال إن واشنطن تستهدف برنامج إيران الصاروخي الذي يعد الأكبر في الشرق الأوسط، موضحًا أن خلال عام من العقوبات على إيران، هوت مبيعاتها من 2.5 مليون برميل إلى 120 ألف برميل يوميًّا.
ونبّه إلى أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على إيران حتى تقبل التفاوض على اتفاق نووي جديد، مشيرًا إلى أن نظام إيران ضعيف اقتصاديًّا اليوم؛ بسبب العقوبات مقارنة مع وضعه قبل عامين.
وعبَّر المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، عن تطلعه لقيام الحكومة العراقية بخطوات في اتجاه الابتعاد عن الاعتماد على إيران اقتصاديًّا.
أكد مسؤول أمريكي، في وقت سابق، أن الإدارة الأمريكية مستمرة في تطبيق حملتها لإنزال «الضغط الأقصى» على إيران وخفض صادراتها النفطية إلى مستوى الـ«صفر»، لافتًا إلى أن الإدارة تراقب عن كثب الدول التي لا تزال تشتري الخام الإيراني وعلى رأسهم الصين.
وقال كورت دونيلي، وهو نائب مساعد وزيرة الخارجية لدبلوماسية الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية، إن «الإدارة الأمريكية تفحص بشكل دوري فعالية العقوبات المفروضة بحق طهران، كما أنها تراقب عن كثب الدول التي تشتري النفط من إيران»، حسبما نقلت وكالة «بلومبرج».
وبينما أوقفت كوريا الجنوبية والهند مبيعاتها من النفط الإيراني في أعقاب تطبيق الحزمة الأخيرة من العقوبات الأمريكية، إلا أن الوكالة الأمريكية أوضحت أن الصين لا تزال تشتري الخام الإيراني بشكل منتظم لكن بكميات أقل من السابق.
وقال دونيلي، في تصريحات إلى «بلومبرج»: «الضغط الأقصى هي سياستنا، وهدفنا خفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى مستوى الصفر. العقوبات قاسية».
ولا تزال إيران تواصل نقل الخام إلى المشترين عبر استخدام أسطول من الناقلات المملوكة للجمهورية الإسلامية أو لشركات دولية أخرى، ولهذا فرضت الإدارة الأمريكية مؤخرًا عقوبات تجارية طالت الشركات التي تسهل نقل النفط الإيراني، بينها موردون من الصين أمثال شركة «تشوهاى تشن رونغ»، ووحدة من شركة «كوسكو» للشحن.
وتعمد الناقلات المحملة بالنفط الإيراني إلى تفادي التتبع باستخدام تكتيكات مختلفة تشمل الاختفاء من على شاشات الرادار وعمليات النقل السرية في أعالي البحار لإخفاء أنشطتها.
وارتفعت الواردات الصينية من عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في الشهر الماضي إلى حوالي 910 آلاف طن من الخام، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في أغسطس، ورغم أنه من غير الواضح مصدر تلك الزيادة لكن يعتقد بشكل كبير أن مصدرها إيران.
وفيما يتعلق بالوضع في أسواق النفط العالمية، قال دونيلي إن «هناك كثيرًا من المعروض في أسواق النفط العالمية»، وذلك رغم العقوبات على إيران والقيود التجارية المفروضة على شركة النفط الوطنية في فنزويلا والهجمات الأخيرة التي طالت منشآت نفطية حيوية في المملكة العربية السعودية.
وقال: «بالنظر إلى سوق النفط العالمي، لم نشهد نقصًا في المعروض رغم الهجمات التي أصابت المنشآت السعودية... الانخفاض في الإمدادات لم تتسبب في أي اضطراب بالأسواق ولم ترتفع أسعار الخام».