أمَّا عن بداية توقيت تتبع تحركات سُليماني لتنفيذ عملية الاغتيال قال مسؤول دفاع سابق: «من المرجح أن يكون تتبع تحركات سُليماني قد تم القيام بها بداية من شهر مايو على الأقل، حينما اشتدت موجة التهديدات الرئيسية».
لماذا لم تستهدف الولايات المتحدة قاسم سليماني منذ فترة طويلة؟
في الواقع، كان استهداف سليماني يمثل تحديًا كبيرًا، على حدِّ قول الجنرال المُتقاعد مايكل ناجاتا، القائد السابق للعمليات الخاصة في الشرق الأوسط، والذي تقاعد من منصبه كرئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الصيف الماضي.
وقال ناجاتا: «هذا يعتمد على القدرة على معرفة ليس فقط أين هو، ولكن أين سيكون في وقت محدد في المستقبل».
قال ناجاتا إن هذا، جزئيًّا، هو السبب في أنهم لم يقرروا ملاحقته شخصيًا من قبل، خاصة في السنوات السابقة حينما حافظ سليماني على اختفائه، وكانت سفرياته محدودة، كان الجيش مترددًا في تكريس أجهزته لمراقبة هدف يُعتقد أن أي رئيس سيسمح باستهدافه على الإطلاق.
بحسب ناجاتا فإن قاسم سليماني كان كالعنكبوت الواقف في مُنتصف الشبكة؛ لذا كان هُناك مُحادثات مُتكررة دامت لسنوات بشأن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها حياله».
أوضح ناجاتا: «لكن استهدافه كان سيحول الوقت، والطاقة والموارد التي من الأولى توظيفها لمهام أُخرى أكثر أهمية، بدلًا من تلك المهمة التي لا أثق في مواصلتها».
الولايات المتحدة تشاورت مع إسرائيل قبل مقتل قاسم سليماني
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة الأمريكية «بوليتكو» إن بومبيو أجرى مكالمات هاتفية عدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في الأسابيع الأخيرة، ما يؤكد عدم مفاجأة إسرائيل بمقتل سليماني.
وقال نتنياهو، للصحفيين في إسرائيل قبل مغادرته صباح الخميس الماضي، إلى اليونان «نحن على اتصال مستمر مع الولايات المُتحدة صديقتنا العظيمة، والتي كان آخرها اتصال هاتفي بعد ظهر أمس».
وتابع نتنياهو: «أريد أن أوضح شيئًا واحدًا: نحن نؤيد تمامًا الخطوات كافة التي اتخذتها الولايات المتحدة، وكذلك حقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها».
الخارجية الأمريكية تبرر دوافع مقتل قاسم سليماني
وقالت الصحيفة الأمريكية إنَّه بحلول صباح أمس الجمعة، كان بومبيو يتصل بنظرائه في العواصم الأجنبية، بما في ذلك موسكو وبكين؛ للتأكيد على إن استهداف سُليماني كان «عملًا دفاعيًّا» وأن الولايات المتحدة تأمل في الحد من تصعيد الأزمة.
وذكرت الصحيفة أنَّ المسؤولين الإيرانيين حذّروا من رد فعل شديد، وكان البرلمان في بغداد يصوت لإخراج القوات الأمريكية من العراق، بينما كان المسؤولون الأمريكيون يخططون لإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة.
وتبادل الدبلوماسيون الأوروبيون المكالمات الهاتفية القلقة، محذرين من احتمال حدوث المزيد من الفوضى الإقليمية، بحسب «بوليتكو».
في النهاية تدخل ترامب بنفسه؛ ليبرر قرار مقتل قاسم سليماني بسيل من التغريدات، بل وإعادة نشر التغريدات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ قال في تغريده له: «لقد تأخرنا في تصفية سُليماني!، كل لابد من حدوث ذلك قبل سنوات».
وعندما سُئل مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع عن رد الفعل الإيراني المُحتمل على مقتل سليماني، قال: «إن لا أعرف شيئًا أكثر مما تعرفه أنت. الكرة الآن في ملعب إيران نحن ننتظر لنرى رد فعلها».
اقرأ أيضًا:
