اتصلت، أمس الجمعة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، مساء أمس الجمعة: إنَّ المكالمة دارت حول «تبادل الآراء بشأن موضوعات دولية تتعلق بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا وقضايا التجارة».
وأضاف زايبرت أنَّ الحديث تناول أيضًا مسائل عسكرية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «واللقاءات القريبة بين الجانبين».
ولم يذكر زايبرت تفاصيل أخرى.
وكان السفير الأمريكي في برلين ريتشارد جرينيل انتقد مؤخرًا ابتعاد الحكومة الألمانية عن هدف الحلف في مجال التمويل الدفاعي، الذي ينبغي تحقيقه بنسبة 2% من إجمالي الناتج المحلي، وهي نسبة لم تصل إليها ألمانيا.
والجدير بالذكر أن مؤشرات الصراعات التجارية العالمية، بدأت بشكل واضح خلال العامين الأخيرين، منذ قمة العشرين في عام 2017، وكذا في قمة حلف الأطلنطي التي عقدت في 25 مايو/أيار الماضي، وقمة الدول الصناعية السبع في اليومين التاليين لها، التي شارك فيهما ترامب للمرة الأولى، وما تبدى خلال هذه القمم من اختلاف واضح بين القوى الدولية الكبرى عمومًا وأمريكا وأوروبا بشكل خاص، حول المصالح والتوجهات الاقتصادية، سواء بخصوص صادرات الصلب الأوروبية، أو ما يتعلق بالصادرات الألمانية من السيارات وغيرها.
ولعل هذا ما يؤكد أن العلاقات الأمريكية مع "الحلفاء التقليديين"، أوروبا تحديدًا، تشهد تغيرات حادة، خاصة وقد بدا واضحًا أن واشنطن لا تتنصل فقط من التزامها السياسي والتعاقدي بأمن أوروبا، ولكن أيضًا في رؤيتها أن حلف "ناتو" قد أصبح عبئًا عليها. ولعل هذا نفسه ما دفع المستشارة الألمانية، في سابقة هي الأولى من نوعها، إلى أن تطالب الدول الأوروبية بعدم الاعتماد على الولايات المتحدة مستقبلًا، وبأن تتولى أمورها بنفسها فيما يخص قضايا الأمن والدفاع الجماعي. بل لعله الدافع الرئيسي إلى توقيع الاتحاد الأوروبي واليابان في 17 يوليو/تموز الماضي اتفاقًا طموحًا للتبادل الحر، يُعتبر رسالة قوية ضد الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي ترامب.
وتتزايد مؤخرًا الاختلافات الأوروبية الأمريكية، وكذلك الاستقطاب الحاصل بينهما حول العلاقات التجارية، وبالأخص الصادرات الأوروبية من الصلب والسيارات وغيرها إلى السوق الأمريكية .