قالت صحيفة دي تسايت الألمانية إن تغييرًا كبيرًا قد يجري في خارطة الانتخابات الرئاسية في تونس على خلفية رحيل الرئيس القايد باجي السبسي.
وفي أعقاب رحيل السبسي قدمت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات موعدها لتنطلق في 15 سبتمبر المقبل، بدلًا من موعدها القديم، في 17 نوفمبر 2019.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن مصادر تونسية لم تسمها، أن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، «شريكة حزب الرئيس الراحل: نداء تونس في حكم البلاد طيلة السنوات الماضية»، ربما يغير وجهته من الترشيح في الانتخابات التشريعية إلى الرئاسية..
وكان رئيس مجلس النواب محمد الناصر تولى مهام رئيس الجمهورية حسب الدستور التونسي الجديد، فيما تواصل لجنة الانتخابات تسيير أمورها وتسكين أسماء الناخبين في الجداول دون انقطاع استعدادًا للانتخابات التشريعية والدستورية.
وتتوقع هيئة الإذاعة الألمانية دويتشه فيله، أن رحيل السبسي قد يغير من خريطة البرلمان، وبخاصة في ظل التأثير السلبي المتوقع لغيابه عن المشهد على حزبه «نداء تونس»، إذ كان العمود الأساسي للحزب وصمام الأمان الأوحد لبقائه.
وبرحيل السبسي يتوقع مراقبون أن يفقد حزب نداء تونس أرضيته الشعبية، ومن ثم سيفقد الأكثرية البرلمانية التي كان قد نالها في انتخابات العام 2014، فضلًا عن أن الانشقاقات التي ضربت الحزب قد أثرت على ثقله السياسي في الشارع.
وتشير الصحيفة إلى أن السبسي ترك إرثًا محفوفًا بالمخاطر؛ حيث ترك قانون انتخابات جدلي، يمكن أن تصل من خلاله نخب غير مسيسة إلى سدة التشريع والسلطة، كما أن بعض المؤسسات الحيوية لم يكتمل بناؤها القيادي، كالمحكمة الدستورية.
كذلك فقد عادت في عهده شبكات نظام بن علي القديمة لتنشط بشكل ملحوظ، أضف إلى ذلك أنه لم يحصن البلاد تمامًا ضد الأطماع الإقليمية، يخشى التونسيون بعد السبسي التشرذم بين أحزاب صغيرة ليس لديها القدرة على القيادة، وبخاصة مع التراجع المتوقع لحزب نداء تونس، فضلًا عن تربص حزب النهضة وزعيمه راشد الغنوشي بالسلطة.