تظاهر سكان مدن مختلفة في إقليم خوزستان بإيران، مساء الجمعة واليوم السبت، احتجاجًا على الارتفاعات القياسية في أسعار السلع الأساسية، لا سيما أسعار الخبز.
وقالت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، إن الإيرانيين في الأهواز نظموا مساء الجمعة، تجمعات متفرقة في أجزاء مختلفة من المدينة ثم ساروا في وسط المدينة.
وفي مدينة إيذة، نزل الناس إلى الشوارع مساء الجمعة مرددين هتافات «خامنئي قاتل حكمه باطل» و«الموت لرئيسي». صادر المتظاهرون في إيذة مستودعًا للطحين كانت مافيا خامنئي قد خزنته.
وخوفًا من تصعيد الاحتجاجات، نشر النظام عناصر من الحرس والباسيج وقوات الأمن والاستخبارات في الشوارع من جهة، وقطع الإنترنت في معظم مدن خوزستان من جهة أخرى.
إلا أنه مع ذلك، ولليلة الثانية على التوالي، احتج الناس في إيذة وبعض الأماكن الأخرى، فيما قام أصحاب الماشية في مدن مختلفة، اليوم السبت، بما في ذلك قزوين وخراسان رضوي وقم وشيراز ومشهد وشاهرود وكرمان وأصفهان ويزد وأراك، بتنظيم احتجاجات أمام مبنى إدارة الزراعة في المحافظات للاعتراض على ارتفاع تكلفة المدخلات الحيوانية والأعلاف والمواد اللازمة للمواشي والأعلاف وإهمال وكلاء النظام.
وكان مربو الماشية في شيراز قد كتبوا في لافتة: «قاليباف رئيسي هذه هي الرسالة الأخيرة. مربو الماشية المفلسون مستعدون للنهوض».
في سياق متصل، نظم المتقاعدون في إيران، اليوم الأحد، وقفات على مستوى البلاد احتجاجًا على ظروفهم المعيشية المزرية.
ويقول المتقاعدون: «بالنظر إلى الظروف المعيشية للمتقاعدين والتضخم الحالي، كان من المتوقع أن تقوم إدارة الضمان الاجتماعي بزيادة المعاشات بأكثر من 70%، مشيرين إلى أنه لا خيار أمامهم وسط الحقوق المنتهكة وصعوبات المعيشة المتزايدة ونهب الحكومات للصندوق، سوى الاعتراض.
وتعهد المتقاعدون بمواصلة هذه التجمعات في جميع أنحاء البلاد حتى تلبية مطالبنا كافة.
وتمثل معاشات المتقاعدين ربع خط الفقر الرسمي، وقد نظم المتقاعدون المحرومون احتجاجات متكررة للمطالبة بحقوقهم، لكن نظام الملالي لم يفشل في تلبية مطالبهم فحسب، بل هاجم تجمعهم أيضًا واعتقلهم في بعض الحالات و يحاول إسكاتهم عبر القمع.
ومع الارتفاع المفاجئ لأسعار الخبز أربع مرات، يتوقع العديد من الإيرانيين احتجاجات واسعة النطاق، وخاصة بعد أن أدى التضخم المستمر والذي وصل إلى 40% لاستنفاد الموارد المالية للناس، إلا أن آخر عنصر غذائي يمكن للأسر الفقيرة تحمله كان الخبز، وهو ما فقدوا القدرة على شرائه مؤخرًا.
وأعلن التلفزيون الرسمي الايراني، في 26 أبريل الماضي عن رفع أسعار مختلف أصناف الطحين من 2500 تومان إلى 16900 تومان، فيما اشارت وكالة الأنباء الرسمية الى أن الطريق الوحيد المتبقي هو تحرير الأسعار، أي ارتفاعات فلكية في سعر الخبز.
وارتفع سعر الخبز بعد ذلك بشكل سريع وغير مسبوق، لتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن زيادات تصل إلى 50 ألف تومان للسندويش الواحد، مما أثار غضبًا واسعًا في مناطق مختلفة من البلاد.
وكانت خوزستان بؤرة للاحتجاجات في مايو ويونيو 2021 عندما نزل الناس في العديد من المدن على مدار أيام متتالية للمطالبة بالمياه، وسط سوء إدارة الحكومة للموارد المائية والجفاف، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص برصاص قوات الأمن في الاضطرابات.