وصل قطار التطبيع إلى محطته الخامسة، حيث السودان التي تعتبر ثالث دولة عربية تعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين في غضون شهرين برعاية أمريكية، وخامس دولة عربية بعد إضافة مصر والأردن.
المتحدث باسم البيت الأبيض «جود ديري» أعلن، أمس الجمعة، أنّ إسرائيل والسودان ستطبعان علاقاتهما الدبلوماسية تحت إشراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
جود ديري قال عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة: «أعلن الرئيس أنّ السودان وإسرائيل توافقتا على تطبيع العلاقات بينهما، في خطوة كبيرة جديدة نحو السلام في الشرق الأوسط».
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، إنّه كان على اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره السوداني عبدالله حمدوك، مضيفا أنه «سلام في الشرق الأوسط دون إراقة دماء». وفقًا لوكالة بلومبرج للأنباء.
فيما أصدرت الدول الثلاث بيانًا مشتركًا اتفقوا فيه على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين البلدين، موضحين أنَّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيبدأ بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع التركيز في البداية على الزراعة.
وقال بيان مشترك بين زعماء الدول الثلاثة أوردته وكالة الأنباء السودانية: «إنه وعقب عقود من العيش تحت ظلّ ديكتاتورية وحشية، تولى الشعب السوداني زمام أموره أخيرًا، وأظهرت الحكومة السودانية الانتقالية شجاعة والتزامًا نحو مكافحة الإرهاب، وبناء المؤسسات الديمقراطية، وتحسين العلاقات مع الجيران».
وأضاف البيان: «إنه وفي ضوء هذا التقدم التاريخي، وبعد قرار الرئيس ترامب إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد اتفقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إقامة شراكة مع السودان في بدايته الجديدة، وضمان اندماجه بالكامل في المجتمع الدولي».
وتابع البيان: «الولايات المتحدة ستتخذ خطوات لاستعادة الحصانة السيادية للسودان، وإشراك شركائها الدوليين لضمان تقليل أعباء ديون السودان، بما في ذلك دفع المناقشات حول الإعفاء من الديون، بما يتفق مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون».
وأردف البيان: «إن كلًا من الولايات المتحدة وإسرائيل التزمت بالعمل مع شركائهما لدعم شعب السودان في تعزيز ديمقراطيته، وتحسين الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من إمكانياتهم الاقتصادية».
وذكر البيان أنَّ القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، وإنهاء حالة العداء بينهما، وأنَّ القادة اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية، مع التركيز الأولي على الزراعة، كما اتفق القادة على أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات، وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها من المجالات لصالح الشعبين.
وأشار البيان إلى أن «القادة عقدوا العزم على العمل معًا لبناء مستقبل أفضل، وتعزيز قضية السلام في المنطقة، وان هذه الخطوة ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي، وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وإفريقيا».
واختتم البيان بأن «هذا الاتفاق التاريخي هو شهادة على النهج الجريء والرؤية للقادة الأربعة.. وأعرب رئيس الوزراء نتنياهو، والرئيس البرهان، ورئيس الوزراء حمدوك عن تقديرهم للرئيس ترامب لنهجه البراجماتي والفريد من نوعه لإنهاء النزاعات القديمة وبناء مستقبل سلام وفرص لجميع شعوب المنطقة».
وفي 13 أغسطس الماضي، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، واصفًا الاتفاق بين البلدين بالتاريخي كما وصفهم في تغريده له على «تويتر» بالصديقين العظيمين.
وفي أعقاب الإعلان الرسمي، أوضحت كل من الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة أن الدولتين سيوقعان اتفاقيات حول الطيران المباشر، وقضايا أمنية وأخرى متعلقة بالاتصالات والطاقة والسياحة والرعاية الصحية، فضلًا عن تعاونهما لأجل مواجهة جائحة كورونا، وهو تعاون بدأ منذ أشهر، وفقًا لتصريح مشترك بين الدول الثلاثة.
كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا الى علاقات ثنائية، وتعدّ الإمارات أوّل بلد خليجي يعلن عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل كامل، وثالث بلد عربي بعد مصر والأردن.
وفي الوقت ذاته، نقلت وكالة رويترزعن مسؤولين بارزين بالبيت الأبيض أنه بموجب الاتفاق الموقع بين الإمارات وإسرائيل وافقت الأخيرة على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربية كانت تدرس ضمها.
لكن جاد كوشنر مستشار البيت الأبيض لم يوضح في رده على الصحفيين المدة المحددة التي وافق إسرائيل عليها لتعليق ضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى أنَّ الاتفاق سيستغرق وقتا لتنفيذه.
وبعد أقل من شهر على اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، أعلن الرئيس الأمريكي عبر حسابه على «تويتر» في 11 سبتمبر 2020م، التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل بشكل كامل.
ونشر ترامب البيان المشترك بين الدول الثلاثة جاء فيه: «هذه لحظة تاريخية لتوسيع رقعة السلام في الشرق الأوسط، وفتح حوار مباشر وعلاقات بين المجتمعين فضلًا عن دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
وأعربت الولايات المتحدة عن امتنانها وشكرها لملك البحرين لاستضافته ورشة «السلام من أجل الازدهار» في المنامة في 25 يونيو 2019، لدفع عملية السلام في المنطقة، والرخاء، والفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني.
وشدَّد البيان على استمرار جهود البحرين وإسرائيل ستستمر نحو المزيد من التواصل لوضع حلول للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنَّ إسرائيل أكدت في رؤيتها للسلام على أن المسلمين يمكنهم الزيارة والصلاة بسلام في الجامع الأقصى فضلًا عن زيارة جميع الأماكن المقدسة الأخرى في القدس.
ووقع كل من إسرائيل والبحرين على صفقة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل برعاية أمريكية في 18 أكتوبر الجاري، لتصبح بذلك البحرين رابع دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل.
اقرأ أيضًا: