بعد دخول الاتفاق النووي الإيراني حالة الموت السريري، ومع محاولة إيران دفع القوى الغربية إلى مائدة التفاوض، أملًا في التغلب على أزمتها الاقتصادية الخانقة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقف في الجهة الأخرى في موقف غير المهتم، وغير المبادر بالتوصل إلى حل لأزمة تعثر تجديد اتفاق 2015.
بل إن الولايات المتحدة تجاوزت حدود التردد بشأن إظهار أي رد عسكري تجاه البرنامج النووي الإيراني، بحسب دينيس روس الدبلوماسي الأمريكي السابق، الممثل الخاص للشرق الأوسط، أثناء ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي، أن هناك تدريبات عسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أنه لم يتم تنفيذ مناورة بهذا الشكل بين البلدين في أي وقت سابق.
ويشير روس إلى أن هذه المناورة تشمل عملية سيناريو لعملية هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، كما أنها تظهر الاستعداد لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
كانت محطة القناة 12 الإسرائيلية، ذكرت عن وجود تدريبات عسكرية أمريكية إسرائيلية مشتركة جنوب إسرائيل، من شأنها التخطط لمهاجمة أهداف لمواقع نووية إيرانية في صحراء النقب، ومن المقرر أن تنظم المناورات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة المسماة «جونيبر أوك»، في إسرائيل، وشرق البحر المتوسط.
من جانبه قال قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل إريك كوريلا، إن الغرض بشأن ما يحدث هو إرسال رسالة إلى الأعداء مثل النظام الإيراني، بأن الولايات المتحدة لم تهمل الشرق الأوسط، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتهديدات الصين، مؤكدا على أن هناك أكثر من 7000 جندي أمريكي وإسرائيلي، بدأوا الإثنين الماضي في مناورة تركز على أعداء مثل النظام الإيراني، ووصفا إياها بـ أهم مناورات بين البلدين حتى الآن.
وبالعودة إلى دينيس روس، الذي كان يعمل في إدارات أمريكية مختلفة، قال في تصريحات لـ«إيران إنترناشيونال»، إن الطريقة الوحيدة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لرفع العقوبات عن إيران، أن تتجاهل طهران، ما يخص عملية تخصيب النووي، فوق 5%، والتأكد من عدم إمكانية صنع القنبلة الذرية.
وأشار روس أنه لا يجب على الجانب الإيراني أن يذهب إلى درجة التخصيب التي وصلت 60% أو حتى 20%، لأنهم بذلك يتجاوزون الخطوط الحمراء التي لا مبرر لها سوى صنع قنبلة ذرية، حيث أنه بات من المحتمل أن تقول إدارة بايدن إنه كان لديكم فرصة في وقت سابق، لكن الآن فقدت هذه الفرصة.
يذكر أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، حذر في وقت سابق من استمرار الوضع الراهن فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، قائلا: «طهران باتت تملك مواد كافية لصنع عدة أسلحة نووية».