رئيس حكومة بريطانيا يحذر من «اللحظة المنشودة» في ملف الطلاق الأوروبي

توقف عند «ثغرات وصعوبات» وقال: لا تتوقعوا انفراجة
رئيس حكومة بريطانيا يحذر من «اللحظة المنشودة» في ملف الطلاق الأوروبي
تم النشر في

قلَّل رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، من احتمال تحقيق انفراجة فيما يتعلق بملف خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، خلال المحادثات المرتقبة التي يجريها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال جونسون للصحفيين، على متن طائرته المتجهة إلى نيويورك: «أريد تحذيركم جميعًا من اعتقاد أنها ستكون اللحظة المنشودة.. لا أرغب في أن أعزز بشدة من الاعتقاد بأن الانفراجة ستتحقق في نيويورك.. اتفاق الانسحاب -كما هو واضح- ثغرات وصعوبات».

ويجري جونسون -بحسب وكالة رويترز- محادثات مع عدد من الزعماء الأوروبيين، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الحكومة الأيرلندي ليو فاردكار، والتقدُّم الذي تحقق على صعيد التوصُّل إلى اتفاق على الانفصال مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

وكشفت معلومات، اليوم الاثنين، عن اتفاق رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إبرام اتفاق تجاري بين البلدين بحلول يوليو 2020. وأكَّدت صحيفة «صن»، البريطانية، أن جونسون وترامب «سيعلنان الجدول الزمني قريبًا».

ونقلت «صن»، عن مصدر حكومي كبير أن «الإرادة السياسية موجودة الآن لدى الطرفين لإبرام الاتفاق بحلول يوليو المقبل.. إنَّه انتصار كبير لنا.. ترامب كان حريصًا أيضًا على الافتخار بذلك في الولايات المتحدة.. هناك أيضًا اعتراف من جانبي الأطلسي بضرورة إبرام الاتفاق».

ويُلقي جونسون أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، بصفته رئيسًا للحكومة البريطانية، تتصدره قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووفقًا لبيان صادر عنه، فإن جدول أعماله سيستمر يومين، وسيشهد «إثارة ثلاث قضايا أساسية»: الأزمة في الشرق الأوسط، وتغير المناخ، و«كيف ستكون بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي مكانًا أفضل للاستثمار وللإقامة»، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية.

وسيكون السؤال -بحسب مراقبين- هل بإمكان جونسون إيصال بريطانيا إلى نقطة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وكيفية ذلك؟ ويقوم مكتبه بإعداد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أوروبيين آخرين لتحقيق هذه الغاية.

وسيلتقي جونسون خلال الزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، ثم سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غدًا الثلاثاء.

وفيما يسعى جونسون إلى إعادة التفاوض على اتفاق الخروج الذي توصَّلت إليه رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي، مع الاتحاد الأوروبي، قبل خروج مرتقب لبريطانيا من الاتحاد نهاية أكتوبر القادم؛ فقد تعهد جونسون بتنفيذ هذه الخطوة ولو «بدون اتفاق».

وأوضح جونسون أنه «يفضل التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج من الاتحاد، وأن يكون قابلًا للتحقق بحلول 18 أكتوبر المقبل»، وأضاف: «عدم التوصل إلى اتفاق سوف يكون إخفاقًا لقدرتنا على الإدارة».

وجددت المحكمة العليا في بريطانيا، مطلع الشهر الجاري، الانتصار لقرار جونسون الخاص بـ«تعليق عمل مجلس العموم»؛ حيث رفضت المحكمة الطعن المقدم ضد القرار، بعد حكم سابق لمحكمة اسكتلندية، يؤكد «قانونية القرار».

وتعزز هذه الأحكام القضائية موافقة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي، على طلب جونسون بشأن تعليق عمل البرلمان مؤقتًا من منتصف سبتمبر حتى منتصف أكتوبر.

وكانت سيدة الأعمال جينا ميلر، قد أقامت الدعوى، وقالت: «إن هذه الخطوة تمثل سوء استخدام للسلطة»، بحسب «بي بي سي». ورغم رفضها، فقد قال القاضي جورنال بورنيت إن بـ«إمكان ميلر أن تستأنف على الفور؛ لأن نقاط القانون المهمة على المحك».

وفيما يتوقع أن تنظر في الطعن المحكمة العليا في 17 سبتمبر الجاري، فقد اتخذ جونسون في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي، قرارًا بـ«تعليق أعمال البرلمان حتى 14 أكتوبر»، فيما صرح نائب في حزب المحافظين بأن «خطوة بوريس جونسون ستعزز فرص طرح تصويت لحجب الثقة عن الحكومة».

بدوره، أكد رئيس البرلمان أن خطوة جونسون «خرق دستوري». وقال جونسون، في خطاب إلى النواب، بعد القرار: «تواصلتُ مع جلالة الملكة إلى طلب إنهاء الدورة البرلمانية الحالية في الأسبوع الثاني من سبتمبر، قبل بدء الدورة الثانية للبرلمان بخطاب للملكة يوم الاثنين الرابع عشر من أكتوبر».

وبدون حدوث انفراجة في المفاوضات، ستخرج بريطانيا من الاتحاد في 31 أكتوبر بدون التوصل إلى اتفاق مع بروكسل، وقد تعهد جونسون بالتمسك بموعد الخروج، على الرغم من المخاوف من أن الخروج بدون اتفاق قد يؤدي إلى ضرر كبير للاقتصادات في الجانبين.

واتفق زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربن، ومشرعو المعارضة، في وقت سابق، على «العمل معًا من أجل سنِّ تشريع في البرلمان يمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق»، داعيًا إلى «بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لعرقلة خطة جونسون بالخروج بدون اتفاق».

وأفاد بيان مشترك -صدر بعد الاجتماع- أنه «تمت مناقشة التقدم باقتراح لحجب الثقة عن جونسون»، وجاء في البيان أن «الحاضرين اتفقوا على ضرورة العمل معًا لإيجاد السبل العملية لمنع الخروج بدون اتفاق، بما في ذلك إمكانية تمرير تشريع أو إجراء تصويت على الثقة.

وحضر مناقشة التقدُّم باقتراح لحجب الثقة عن جونسون بجانب حزب العمال، كل من حزب «الديمقراطيين الأحرار، والحزب القومي الاسكتلندي، والحزب القومي الويلزي، وحزب الخضر، والمجموعة المستقلة للتغيير».

وكان جونسون قد أجرى مشاورات قانونية حول إمكانية إغلاق البرلمان مؤقتًا حتى وقت قصير قبل الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من أكتوبر المقبل.

وذكرت صحيفة «ذا أوبزرفر» البريطانية، أن جونسون استشار المدعي العام البريطاني جيفري كوكس حول مدى إمكانية غلق البرلمان اعتبارًا من التاسع من سبتمبر المقبل لمدة خمسة أسابيع، وأنه تلقى إجابة بإمكانية هذه الخطوة ما لم تكن هناك محاولة أمام القضاء لمنع تنفيذها.

واستندت الصحيفة إلى رسالة إلكترونية مسربة من دوائر حكومية، تتعلق بخطة لمنع النواب من الدفع باتجاه تمديد فترة الخروج مرة أخرى، فيما يعود البرلمان -الذي صرح رئيسه جون بيركاو بوقف خروج بريطانيا بدون اتفاق- من عطلته الصيفية في الثالث من الشهر المقبل.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن رئيس الوزراء البريطاني ربما يكون «يلعب بوكر»، في إشارة إلى سعي رئيس حكومة بريطانيا إلى إجراء تغييرات كبرى على اتفاق انسحاب بلاده مع الاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون: «يلعب بوكر.. هو ذكي، وأجريت معه نقاشًا جيدًا.. هو يبسِّط الأمور فيما يتعلق بمسألة الحدود الأيرلندية.. مطالب جونسون ستعني أن السلع التي لا تتماشى مع قواعد الاتحاد الأوروبي يمكن أن تصل إلى سوق التكتل عبر بريطانيا.. لن نقبل بذلك».

وأوضح ماكرون أنه «يمكن قبول التعديلات الفنية التي لا تغير بصورة جوهرية اتفاق الانسحاب الذي تم التفاوض حوله في عهد تيريزا ماي، لكن في حال خروج بريطانيا بدون اتفاق، نحن مستعدون.. سيكون أمرًا صعبًا ولن يكون ذلك جيدًا».

في المقابل، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كيل المديح لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قائلًا إنه «حظي برفقته يومين ونصف اليوم، في قمة مجموعة السبع في فرنسا وكانت رائعة.. لقد كنت أنتظره ليصبح رئيسًا للوزراء منذ نحو ست سنوات.. لقد قلت له: ما الذي أخَّرك كثيرًا؟».

ورفض ترامب قول ما إذا كانت بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي سيكون أكثر أهميةً للولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب «بريكست»، لكنه حذر جونسون من أن التكتل «مجموعة قوية للغاية من الأشخاص. إن لديهم أفكارهم ولا يسهل التعامل معهم».

وقال ترامب خلال لقائه جونسون، إنه لا يتوقع أي مشكلات في إبرام اتفاق تجاري بين بلاده وبين بريطانيا بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقال: «لن تعلق مرساة السفينة بكاحلهم»، في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa