فاجأ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، المراقبين في منطقة الشرق الأوسط بـ«إرجاء نشر الجزء السياسي من «صفقة القرن» بين إسرائيل والفلسطينيين، التي طال انتظارها، إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية»، المقررة الشهر المقبل.
وتهدف هذه الخطوة المفاجئة، بحسب وكالة رويترز، إلى «عدم التدخل في الانتخابات التي تجرى في 17 سبتمبر المقبل، خاصة أنَّ موقف رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حليف واشنطن، بات على المحك».
وقال جرينبلات على حسابه بتويتر: «قررنا عدم نشر رؤية السلام، أو أجزاء منها، قبل الانتخابات الإسرائيلية...»، فيما يعمل زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، على إدخال تحسينات على الخطة التى يتوقع أن تثير الجدل.
وتستهدف الخطة، وفق الرؤية الأمريكية، حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فيما يؤكد الفلسطينيون أن «إدارة ترامب المؤيدة بشدة لإسرائيل تؤشر إلى أن الخطة وُلِدت ميتة»، في ضوء الطرح الاقتصادي الذي سبق أن أعلنته واشنطن قبل شهور.
وفيما يبدو الطرح السياسي غامضًا حتى الآن، فإنَّ «كوشنر» يرفض حتى أن يقول ما إذا كانت ستعرض على الفلسطينيين إنشاء دولة مستقلة أم لا، فيما قال ترامب، الاثنين الماضي، إنه «قد يتم الكشف عن الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية».
في المقابل، قال نتنياهو، خلال تجمع انتخابي أمس الأربعاء، إنه يتوقع أن تنشر الولايات المتحدة خطتها للسلام قريبًا. وأضاف: «علمنا هذا المساء أنها ستنشر وتقدم للعالم بعد الانتخابات.. في تقديري، سيحدث هذا بعد الانتخابات بوقت قصير».
وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 2014، ويريد الفلسطينيون تأسيس دولة مستقلة على أراضي الضفة الغربية وغزة، عاصمتها القدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ويرغب فريق ترامب المعني بالسلام في الشرق الأوسط، والذي يضم كوشنر، الكشف عن الخطة السياسية خلال هذا الصيف، لكن إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات جرت في أبريل ما تسبب في تأجيل الكشف عنها.
وربما يتسبب إعلان الخطة قبل هذا التاريخ في تعقيد مشهد السباق الانتخابي المحتدم الذي يخوض فيه حزب ليكود بزعامة نتنياهو منافسة شرسة مع حزب أزرق أبيض بزعامة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، بحسب ما تظهره استطلاعات الرأي.
وأشاد نتنياهو بسياسات ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترافه بها عاصمة لإسرائيل.. ضم مرتفعات الجولان المحتلة، لكن إعلان أي تنازلات لصالح الفلسطينيين في إطار خطة السلام قبل الانتخابات بـ3 أسابيع فقط ربما يضر بفرص نتنياهو في الفوز بالانتخابات.
وأعلن البيت الأبيض، في يونيو الماضي، الشق الاقتصادي من خطة ترامب للسلام، ويقترح هذا الشق خطة قيمتها 50 مليار دولار لتأسيس صندوق استثمار عالمي لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول العربية المجاورة.
وفيما يشمل الطرح الاقتصادي الأمريكي بخصوص محاولة حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي «تمويل إقامة ممر للنقل بقيمة خمسة مليارات دولار لربط قطاع غزة بالضفة الغربية»، إلا أن تفاصيل الشق السياسي - يركز على حل القضايا الحساسية- سيكون الفيصل.
وفي مطلع أغسطس ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لشرح إطار خطته للسلام في الشرق الأوسط في شهر سبتمبر المقبل، في قمة يحضرها قادة عرب بكامب ديفيد.
وأضافت أن المستشار في البيت الأبيض جاريد كوشنر، يستعد لدعوة الأطراف المعنية، لا سيما القادة العرب في المنطقة، إلى حضور مؤتمر السلام، خلال زيارة يجريها إلى المنطقة، وأن المؤتمر سينعقد قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر من سبتمبر المقبل.
وألمح المصدر الذي تحدث للصحيفة عن «احتمال غياب نتنياهو عن المؤتمر؛ لكون حضوره سيمنع مشاركة قادة عرب»، ولم تكشف الصحيفة الإسرائيلية مزيدًا من التفاصيل بشأن جدول المؤتمر أو تفاصيله.
وتوقعت أن تحظى خطة ترامب للسلام برفض من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما تراهن واشنطن على حضور القادة العرب لإضفاء نوع من الشرعية على الخطة، قياسًا على رفض الفلسطينيين المشاركة في المؤتمر الاقتصادي، في شهر يونيو الماضي.