الأكراد.. بشار يتواصل معهم.. وأردوغان يجاهر بنهجه الدموي ويتعهد بـ«سحقهم»

يحاولون قطع الطريق على مؤامرة «نبع السلام» لغزو شمال سوريا
الأكراد.. بشار يتواصل معهم.. وأردوغان يجاهر بنهجه الدموي ويتعهد بـ«سحقهم»
تم النشر في

قطع «أكراد سوريا»، الطريق على المؤامرة الكبرى التي يخطط لها الرئيس التركي، رجب أردوغان، من خلال غزو شمال سوريا، عبر عملية «نبع السلام»، الإجرامية، التي يخطط من خلالها أردوغان لاحتلال مناطق واسعة في الشمال السوري، من أجل إقامة ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، ونقل الآلاف من اللاجئين السوريين إليها، على أن تصبح «منطقة محررة- عازلة»، تدين بالولاء لأردوغان، وليس للدولة السورية، على حساب المناطق التي يقطنها الأكراد منذ عقود.

وفيما بادر أكراد الشمال السوري بالتحالف مع الجيش السوري الوطني، لصد الغزو التركي، عبر اتفاق مع الحكومة السورية، يسمح بنشر قوات نظامية قرب الحدود التركية، فقد شكلت هذه الخطوة أحد أهم المتغيرات في عملية الغزو التركي –نبع السلام- لاسيما بعدما بدأت القوات الأمريكية إخلاء المنطقة من خلال تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء الملف السوري.

وتضم تركيا وسوريا والعراق وإيران أعدادًا كبيرة من الأقليات الكردية، وأغلبها من المسلمين السنة، ويعيش أغلب أفرادها في مناطق جبلية على امتداد الحدود في أرمينيا والعراق وإيران وسوريا وتركيا، وثارت النزعة القومية الكردية في تسعينيات القرن التاسع عشر عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في أيامها الأخيرة، ووعدت معاهدة سيفر لعام 1920 الأكراد بالاستقلال.

وبعد ثلاث سنوات مزق كمال أتاتورك المعاهدة، فيما قسمت معاهدة لوزان لعام 1924 الأكراد على الدول الجديدة في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بسوريا، وقبل الانتفاضة عام 2011، كان الأكراد يمثلون ما بين 8 إلى 10% من السكان، فيما أبقت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بعض قنوات الاتصال مفتوحة، بحسب رويترز، لاسيما أن زعماء الأكراد السوريين يقولون إنهم لا يسعون للانفصال بل لحكم ذاتي في إطار الدولة السورية.

وتحالفت القوات الكردية مع القوات الأمريكية في ملف استعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم داعش الإرهابي، المدعوم عبر قنوات عدة من الحكومة التركية، التي كانت في الوقت نفسه جزء من تحالف محاربة التنظيم، لكنها كانت تنسق معه على الأرض من خلال عشرات الفصائل والتنظيمات الإرهابية والمسلحة، ووفر نشر القوات الأمريكية، حينها، مظلة أمنية ساعدت في توسيع نطاق النفوذ الكردي.

وهنا ظهرت أطماع الرئيس التركي، رجب أردوغان، معتقدًا أن الفرصة باتت سانحة له لاحتلال الشمال السوري، والسطو على المناطق الكردية الغنية بالنفط والمياه والأراضي الزراعية؛ حيث راح يضع الأكراد في مربع العداء، بحجة تخطيطهم لزعزعة استقرار تركيا، وراح يروج وحكومته المزاعم حول علاقتهم بحزب «العمال الكردستاني»، التركي، وفضح أردوغان نهجه الدموي عندما قال إنه سيسحق وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

وفي العراق، يشكل الأكراد ما بين 15 و20% من السكان يعيش أغلبهم في محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث بشمال البلاد، وحصلت المنطقة على حكم ذاتي منذ عام 1991 ولها حكومتها وقواتها المسلحة الخاصة لكنها لا تزال تعتمد في الميزانية على الحكومة المركزية في بغداد، وعندما اجتاح تنظيم داعش جزءًا كبيرًا من شمال العراق عام 2014، استغل مقاتلون أكراد انهيار السلطة المركزية وسيطروا على كركوك، المدينة المنتجة للنفط التي يعتبرونها عاصمتهم الإقليمية القديمة، ومنطقة أخرى موضع نزاع بين بغداد والشمال الكردي.

وفي ظل دعم أمريكي، هزمت القوات العراقية ومقاتلو «البشمركة»، الكردية تنظيم داعش، ونظم أكراد العراق استفتاء على الاستقلال في سبتمبر 2017 أتى بنتائج عكسية وأثار أزمة إقليمية في ظل معارضة بغداد وقوى أخرى بالمنطقة، وأثار الاستفتاء ردًّا عسكريًّا واقتصاديًّا من بغداد التي استردت منطقة كانت قوات كردية تسيطر عليها منذ عام 2014. وتحسنت العلاقات منذ ذلك الحين لكن لا تزال هناك توترات بشأن صادرات النفط وتقاسم الإيرادات.

وفي إيران، يشكل الأكراد نحو 10% من السكان، وفي عام 2011، تعهدت إيران بتكثيف العمل العسكري ضد حزب الحياة الحرة لكردستان وهو فرع لحزب العمال الكردستاني يسعى لحكم ذاتي أوسع للأكراد في إيران، وتقول جماعات حقوقية إن الأكراد، وأقليات دينية وعرقية أخرى، يواجهون تمييزًا في ظل المؤسسة الدينية الحاكمة؛ حيث أخمد الحرس الثوري الإيراني الاضطرابات الكردية لعشرات السنين، وأصدر القضاء الإيراني أحكامًا على كثير من النشطاء بالسجن لفترات طويلة أو بالإعدام.

ويخوض الأكراد صراعًا معقَّدًا مع الكثير من الأطراف، وهم يتوزعون في سوريا على 30 حزبًا تشكل الخريطة السياسية للأكراد، وتزداد هذه النزعة حضورًا كلما زاد استثمار القوى الدولية في المسألة الكردية، وسط حضور واضح من خلال شبكة تحالفات متنوعة، قبل أن يصطدموا وجهًا لوجه مع المتهور التركي، رجب أردوغان، ضمن عملية «نبع السلام»، التي تستهدف من خلالها غزو شمال سوريا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa