بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال مفاجئ، اليوم الاثنين، تطورات الأزمة في ليبيا؛ حيث أكدا تصميمهما المشترك على ضمان إطلاق المفاوضات الليبية في أسرع وقت ممكن.
جاء ذلك بعدما أعلنت موسكو ترحيبها بالمبادرة المصرية قائلة إن عليها أن تكون المنتدى الرئيس لتقرير مستقبل البلاد، ووصفت المقترحات التي طرحتها القاهرة بأنها شاملة، مؤكدة أنها يمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات طال انتظارها بين الأطراف الليبية.
كما كشفت الوزارة أن موسكو تعول على استجابة السلطات في طرابلس بسرعة لمبادرة السلام وفي تصريح للمتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أكد أن بلاده لا تعتزم إجراء اتصالات مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وأعلنت ميليشيات حكومة الوفاق (المدعومة من تركيا، وقطر) الاستمرار في العمليات العسكرية، في إشارة إلى رفض وقف إطلاق النار أو إعلان القاهرة للحل وهو ما دفع الجيش إلى تعزيز قواته المتمركزة في محاور القتال بسرت وضواحيها بعناصر إضافية، حيث أعلن الإعلام الحربي التابع للجيش أمس، وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى محاور القتال.
وتحاول ميليشيات الوفاق منذ ثلاثة أيام دخول المدينة الواقعة وسط شمال ليبيا، التي سيطرت عليها قوات المشير خليفة حفتر (قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي) بداية يناير الماضي.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، اليوم الاثنين، إن أي مبادرة تهدف إلى السلام والاستقرار في ليبيا هي خطوة إيجابية، مشدداً على أنه لا يوجد بديل عن حل سياسي شامل يعكس استنتاجات عملية برلين.
ورداً على سؤال حول الخطة التي طرحتها مصر حول ليبيا، نقلت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء عن ستانو قوله إن «الوضع على الأرض يتغير، لكن موقف الاتحاد الأوروبي لا يتغير.. طالبنا مرارًا بوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا».
وتابع ستانو: «طالبنا جميع الأطراف المنخرطة في الصراع بوقف القتال والمواجهة العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، لأنه لا يوجد حل عسكري».
وفيما يتعلق بالوساطة التي قدمتها القاهرة، قال ستانو: «أي مبادرة تتماشى مع عملية برلين وتهدف إلى السلام والاستقرار في ليبيا هي خطوة إيجابية.. مبادرة إيجابية، لكن لا بديل عن حل سياسي وشامل يعكس استنتاجات عملية برلين».
يذكر أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، كان قد أعلن، السبت، مبادرة سياسية تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذراً من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة.
وجاءت المبادرة تحت اسم «إعلان القاهرة»، داعية إلى احترام كافة المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا، ووقف النار اعتباراً من اليوم الاثنين 8 يونيو.
وقال في مؤتمر صحافي، مع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، والمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إن المبادرة، تتضمن وقف النار، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها.
وتضمنت عدة بنود شملت التأكيد على وحدة وسيادة الدولة الليبية، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية ذات الصلة، مع التزام كافة الأطراف بوقف النار اعتباراً من الساعة السادسة من صباح بعد غد الاثنين 8 يونيو.
إلى ذلك، نصت المبادرة على الارتكاز على مخرجات مؤتمر برلين، والتي ينتج عنها حل سياسي وأمني واقتصادي شامل، واستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 بجنيف، برعاية الأمم المتحدة، مع إلزام المنظمات الدولية بإخراج المرتزقة الأجانب والإرهابيين من كافة الأراضي الليبية، وتسليم الميليشيات أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، من تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
اقرأ أيضًا