بدأت الإدارة الأمريكية مدفوعة بالنجاحات الأخيرة التي حققتها كييف في صد الهجوم الروسي، في عكس مسارها بشأن احتمال توفير أسلحة متقدمة مثل الطائرات المقاتلة التي قالت في وقت سابق إنها قد تصعد الصراع مع موسكو.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي في وسط أوروبا بدؤوا بالفعل بالتحرك نحو تزويد أوكرانيا بالمقاتلات النفاثة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن تزويد أوكرانيا بالطائرات الغربية قد يستغرق شهورًا، لكن كبار المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أشاروا بالفعل إلى أن الدول الأعضاء في الناتو مستعدة لنشر قواتها الجوية لمراقبة المجال الجوي للحلفاء الذين يمنحون أوكرانيا طائرات.
واعترف المسؤولون الأمريكيون علنًا هذا الشهر بأنهم يبحثون في العملية التي استمرت شهورًا والخاصة بتدريب القوات الجوية الأوكرانية لجعلها ترقى إلى معايير الناتو، بحسب قناة «الحرة».
وكان البيت الأبيض قد أعلن، يوم الجمعة، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تستكشف طرقًا لتزويد أوكرانيا بالمقاتلات النفاثة، في أعقاب بيان لسلاح الجو الأمريكي مفاده أنها تبحث في تدريب الطيارين الأوكرانيين للدفاع عن مجالهم الجوي بطائرات متوافقة مع منظومة حلف الناتو.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي: "في البداية، تم تزويد أوكرانيا بصواريخ محمولة باليد وكان ذلك يعتبر الخيار الآمن بشأن ما يجب تقديمه لكييف."
وأضاف: "الآن نحن نتحدث عن الدبابات وناقلات الجند المدرعة والمقاتلات النفاثة، وقد قدمت جمهورية التشيك طائرات مروحية".
وقال محللون غربيون إن التغير في مواقف بعض دول حلف الناتو ينبع جزئيًّا من أداء أوكرانيا الدؤوب في ساحة المعركة والفهم الضمني بأن كييف من المرجح أن تصبح عضوًا أو حليفًا لحلف شمالي الأطلسي في المستقبل.
وقالت سلوفاكيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، هذا الشهر إنها تدرس منح أوكرانيا 11 طائرة سوفيتية من طراز ميغ- 29، بينما اتفقت جمهورية التشيك وبولندا على مراقبة المجال الجوي لسلوفاكيا اعتبارًا من سبتمبر، واستخدام طائراتهما العسكرية للرد على أي اقتحام لأجوائها.
من جانب آخر، قال مسؤولون غربيون إن وجود طيارين أوكرانيين يشغلون طائرات أمريكية مثل إف- 15 أو أف- 16، والتي تفكر الولايات المتحدة في توفيرها، سيمثل خطوة كبيرة من جانب أوكرانيا بعيدًا عن الأنظمة الروسية الصنع.
في الولايات المتحدة، تزايدت الدعوات في الكونغرس لتعزيز دعم الولايات المتحدة للدفاع الجوي الأوكراني، حيث أعضاء كثر في مجلس الشيوخ من كلا الحزبين هذا الشهر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي،على النظر بشأن تزويد كييف بطائرات مقاتلة متقدمة وتدريب طياريها.
وقال السناتور دان سوليفان الذي كان أبرز الموقعين على الخطاب، لصحيفة وول ستريت جورنال: "إذا لم نبدأ الآن، فمن المرجح أن يلقى الطيارون الأكفَاء حتفهم".
في المقابل أوضح بعض النواب والشيوخ في الكونغرس أن تدريب الطياريين والأطقم الأوكرانية على أنظمة أمريكية الصنع سيستغرق شهورًا، لاسيما أثناء الحرب، وسيكون من الصعب توفير قطع غيار كافية للحفاظ على طيران الطائرة.