الحرب الروسية الأوكرانية تواجه شبح التمدد.. ماذا يحدث في بولندا وبيلاروسيا؟
تطوّر جديد قد تشهده الحرب الروسية الأوكرانية، خلال الأيام المقبلة، وسط ترتيبات من دولتين جارتين إحداهما توالي موسكو والأخرى تدعم كييف.
ومنذ اندلاع الحرب وجميع الدول تقف بعيدًا تأبى أن تتورط بشكل مباشر خشية توسع الأمر إلى حرب لا تُبقي ولا تذر تعصف بالإقليم، وربما بالعالم أجمع، إلا أنَّ تحركات آخذة في الظهور تنذر بتوسع الحرب في الجارتين بيلاروسيا وبولندا.
«تطوع» بولندا
وتدرس السلطات البولندية إمكانية السماح لمواطنيها بالتطوع للدفاع عن أوكرانيا ضمن ما يسمى «فيلق الدفاع الإقليمي».
ويأتي هذا استجابة لدعوة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي طالب فيها الأجانب بالتطوع لمحاربة روسيا عبر التوجه إلى السفارات الأوكرانية في جميع أنحاء العالم.
وقال زيلينسكي: «نرحب بكلّ أجنبي يرغب في الانضمام إلى المقاومة ضد الغزو الروسي، وحماية الأمن العالمي، ضمن صفوف قوات الدفاع الإقليمية».
تجدر الإشارة إلى أن بولندا تشارك أوكرانيا في حدود يبلغ طولها أكثر من 500 كيلومتر، وتستقبل حاليًا مئات الآلاف من اللاجئين من الدولة المجاورة.
وقالت وزارة الدفاع البولندية، إن هناك تزايدًا بشكل ملحوظ في عدد الرجال والنساء الذين يرغبون في الانضمام إلى الخدمة العسكرية في بولندا، لافتًا إلى أن 2200 شخص تقدموا في الأسبوع الأخير من فبراير الماضي بطلبات للانضمام للقوات المسلحة. مقارنة بـ 400 فقط أسبوعيًا قبل الحرب.
وربما قرار إدخال مقاتلين من جنسيات أخرى وبشكل رسمي بولندي، قد يكون أمرًا استفزازيًا من شأنه إثارة حفيظة موسكو، خاصة وأنها حذرت من قبل دول الجوار من مغبة دعم كييف.
تحركات بيلاروسيا
في بيلاروسيا الموالية لموسكو، أمر الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، أمس الثلاثاء، بنشر قوات إضافية على الحدود مع أوكرانيا.
وأوضح «لوكاشنكو» خلال اجتماع لمجلس الأمن البيلاروسي، أنه نشر 5 كتائب تكتيكية لحماية هذه الحدود الجنوبية، والتي تتشكل من مئات الجنود، المدعومين بمدرّعات وأسلحة مدفعية.
وكشف أنَّ قراره جاء لحماية الحدود الجنوبية للبلاد مع أوكرانيا، بنشر مروحيات وطائرات عسكرية منتشرة في مدن غوميل وبارانوفيتشي ولونينتس.
وأدلى لوكاشنكو، الموالي لموسكو بتصريحات عدائية ضد حلف شمال الأطلسي، قائلا: «لن نسمح تحت أي ظرف لقوات الناتو أو إجراء أدنى عملية على أراضينا».
ليس هذا فحسب، إذ يبدو أن لوكاشينكو، على علم بالخطط الروسية، إذ كشفت خريطة لسير العمليات العسكرية في أوكرانيا، عن نوايا القوات الروسية بتوسيع دائرة القتال إلى دولة مولدوفا، الواقعة على الحدود الأوكرانية الرومانية.
وجاء الكشف عن احتمالية توسيع دوائر القتال إلى دول الجوار، من خلال الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، حليف روسيا، والذي كان يقدم عرضًا للحرب في أوكرانيا عبر خريطة ويشرح تطورات سير العمليات العسكرية.
وأظهرت الخريطة مناطق العملية العسكرية في أوكرانيا، كما أظهرت أنَّ العمليات موجودة في الدولة الجارة مولدوفا.