الأزمة الأوكرانية... توقعات باستمرار الحرب لسنوات وتعهدات غربية بمزيد من الأسلحة

الأزمة الأوكرانية
الأزمة الأوكرانية
تم النشر في

تتواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لشهرها الرابع على التوالي، مع غياب أي أفق لحلول سياسية في المدى القريب، فيما ألمح مسؤولون أمريكيون ومن حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى إمكانية استمرار الحرب لسنوات طويلة.

وفي هذا الصدد، قال السكرتير العام لحلف «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، في تصريحات صادمة إنه سيكون على العالم الاستعداد لحرب طويلة تستمر لسنوات في أوكرانيا، مكررا التأكيد على حاجة كييف للدعم مع استمرار العمليات الروسية.

اقرأ أيضاً
مسؤول أوكراني: صواريخ روسية تدمر مستودع وقود شرقي البلاد
الأزمة الأوكرانية

وفي حوار مع جريدة «بيلد» الألمانية، نُشر اليوم الأحد، قال ستولتنبرغ: «علينا الاستعداد لحقيقة استمرار الحرب لسنوات. يجب ألا نتخلى عن دعم أوكرانيا، حتى وإن ارتفعت التكاليف، ليس فقط للدعم العسكري، مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. لكن هذا لا يُقارن بالثمن الذي يدفعه الأوكرانيون يوميًّا من حياتهم».

تزامن ذلك مع تصريحات أمريكية وبريطانية تحمل المعنى نفسه، إذ كشفت وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا، فيما هدد القائد الجديد للجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، بمواجهة روسيا في حرب عالمية ثالثة محتملة، مطالبا جنوده بضرورة الاستعداد.

توقعات أمريكية بحرب طويلة

يأتي ذلك في الوقت الذي أقر فيه واضعوا القوانين الأمريكيون أكثر من 50 مليار دولار، إجمالي المساعدات إلى أوكرانيا، منذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وفي السياق نفسه، كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون الاستعدادات لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن حرمان روسيا من الانتصار من خلال زيادة المساعدات العسكرية إلى كييف.

وكشفت دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا وسلوفاكيا، عن تقديم شحنات من الأسلحة المتطورة لأوكرانيا، منها طائرات هليكوبتر وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بعد اجتماع عشرات الدول في بروكسل للتعهد بتقديم دعم أكبر لكييف: «نحن هنا للتنقيب عن حوافزنا».

اقرأ أيضاً
الناتو: «يجب أن ندعم أوكرانيا حتى وإن كان الثمن باهظا»
الأزمة الأوكرانية

اضطراب سلاسل التوريد

الحرب في أوكرانيا لم تقتصر على التداعيات العسكرية والاقتصادية بالنسبة للبلدين، لكن آثارها تجاوزت الحدود، وكان لها تأثير واضح في إرباك سلاسل توريد الغذاء والطاقة على مستوى العالم.

وتسببت الحرب في اضطراب سلاسل التوريد للطاقة والحبوب على وجه الخصوص، وفاقمت من معدلات التضخم على مستوى العالم، ما عمق المشاكل السياسية في عديد من البلدان، خصوصا في الولايات المتحدة، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.

مزيد من الأسلحة لكييف

ورغم ذلك، أكد ستولتنبرغ أن «التكلفة ستكون أعلى إذا اعتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بإمكانه المضي قدما في عملياته العسكرية»، مشيرا إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، بالعام 2014، وغزو جورجيا بالعام 2008.

وتابع: «مع مزيد من الأسلحة المتطورة، تتزايد الاحتمالات بأن تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية خارج دونباس من جديد».

وفيما يتعلق بالتهديدات النووية الروسية، قال ستولتنبرغ إن حلف «ناتو» لم يسجل أي مستوى مرتفع من الاستعدادات بين القوات النووية الروسية.

وأضاف: «ومع ذلك، الخطاب النووي الروسي أمر خطير وغير مسؤول. بوتين بحاجة لأن يعرف أنه لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم شنها على الإطلاق. إشارتنا الواضحة إلى روسيا: الناتو يحمي جميع الدول الأعضاء».

وإلى ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون أن قرار الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة بشكل متزايد مثل الصواريخ المضادة للسفن والمدفعية المتنقلة بعيدة المدى، القادرة على تدمير أصول عسكرية كبيرة أو ضرب عمق روسيا، يعكس استعدادًا متزايدًا في العواصم الغربية للمخاطرة بالتصعيد غير المقصود مع روسيا.

حرب عالمية ثالثة

وفي بريطانيا، طالب قائد الجيش البريطاني قواته بالاستعداد لحرب عالمية ثالثة محتملة مع روسيا، مؤكدا الاستعداد لهذا السيناريو.

وفي تصريحات صحيفة، تعهد الجنرال باتريك ساندرز، بإعادة صياغة جيش قادر على هزيمة روسيا في المعركة، وقال: «يتعين على القوات البريطانية الشجاعة والاستعداد للقتال في أوروبا مرة أخرى».

معنويات متقلبة وفرار من الخدمة

وفي سياق آخر، كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن معلومات استخباراتية كشفت عن عمليات فرار من الخدمة داخل صفوف القوات الأوكرانية، بسبب المعنويات المتقلبة.

وكتبت الوزارة في آخر تحديث لها على موقع «تويتر»: «من المرجح أن تكون القوات الأوكرانية قد عانت من حالات فرار من الخدمة في الأسابيع الماضية... ومع ذلك، من المرجح بشدة أن تكون المعنويات الروسية مضطربة بشكل خاص».

وفي الوقت نفسه، تحدثت المعلومات البريطانية عن «استمرار حالات رفض وحدات روسية كاملة للأوامر والمواجهات المسلحة بين الضباط وجنودهم».

وأرجعت الاستخبارات البريطانية ذلك إلى الخسائر البشرية الفادحة التي مُنيت بها القوات الروسية، وضغوط القتال، واستمرار ضعف الخدمات اللوجستية، ومشكلة الأجور.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa